اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
رم - هديل يعقوب
في أمسيةٍ مفعمة بالوفاء والحنين، التقى الأهل والأصدقاء ومحبو الأدب والثقافة في مدينة السلط لتكريم روح الشاعر والأديب الراحل الدكتور محمد عبد الرحيم عطيات، الذي رحل جسداً وبقي أثراً وشعراً وقيمةً في ذاكرة الوطن.
بدأت الفعالية التي أقيمت تحت رعاية رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة بكلمةٍ مؤثرة جاء فيها: 'نلتقي اليوم لنكرم روحاً وشخصيةً أثرت في قلوبنا، شاعراً حمل في قلبه الوطن وفي قلمه السلط، رحل الجسد وبقي الأثر، رحم الله الدكتور محمد عبد الرحيم عطيات.'
حضر الحفل عدد من الشخصيات الوطنية والعلمية، من بينهم النائب هدى نفاع والوزير الأسبق د.بركات عوجان، والمهندس عبد اللطيف الحديدي ممثلاً عن جمعية السلط الخيرية، إلى جانب المحامي والكاتب السياسي الأستاذ محمد الصبيحي، وعائلة الفقيد وأصدقائه.
تحدثت النائب هدى نفاع عن مسيرة الراحل قائلةً:
'نستذكر اليوم بعد عامٍ رحيل الفقيد عطيات، الذي بدأ طفلاً يرعى الأغنام في وادي السلط ولم يعرف المدرسة حتى اكتشف ذكاءه الدكتور حسني فريز، فكان منذ ذلك الحين قائداً ومعلماً لا يُنسى. كان أبو خلدون الزوج الصالح والأب الحنون، أسس مع زوجته مدارس السلط الأهلية، وكان نعم الأب والمربّي.'
من جانبه، قال الوزير الأسبق د.بركات عوجان :
'لقد أهدت السلط عدداً من الكتّاب المبدعين، كلهم أصحاب فكرٍ ومعرفة. وكما قال الشاعر حيدر محمود: ‘لقد أنجبتِ يا سلط المعالي هضاباً لا تُطال’. عامٌ مضى على رحيلك يا أبا خلدون، لكنك حاضرٌ في قلوب الأردنيين عامةً وأهل السلط خاصة. نودّع اليوم أديباً شامخاً معطاءً.'
أما المهندس عبد اللطيف الحديدي، ممثل جمعية السلط الخيرية، فقد أشار إلى دور الفقيد في خدمة المجتمع قائلاً:
'خدم أبو خلدون في الجمعية سنوات طويلة، وكان عضواً فاعلاً في دعم النشاطات الثقافية والمسرحية. كان حريصاً على الأداء والعطاء، وداعياً دائماً إلى إقامة الندوات الفكرية في السلط.'
وأضاف المحامي والكاتب السياسي المحامي محمد الصبيحي بكلماتٍ حملت معنى الرحيل والخلود:
'نتذكر دائماً الأحزان أكثر من الأفراح، فكلنا راحلون. لكن يبقى من يترك أثراً يُذكر. قال أبو خلدون يوماً: (الزعامة تُكتسب أو تُنتزع ولا تُمنح)، وكان بحق زعيماً لذاته لا يقبل أن يكون تابعاً لأحد.'
وفي ختام الفعالية، ألقى نجل الفقيد، كلمةً مؤثرة قال فيها:
'هل حجارة مدرسة السلط الثانوية لها فم ينطق؟ هناك بدأت حياة أبي الحافلة بالعطاء والمواقف الوطنية. كان صوت الشعب، ورفض الغلاء والإسراف والبطر. وفاءً لروحه، أعلن اليوم عن إطلاق جائزة تحمل اسمه لتكريم الإبداع والثقافة في السلط.'
اختُتم اللقاء بمشاعرٍ من الفخر والحزن، حيث اجتمع الحاضرون على محبة رجلٍ جمع بين الكلمة والموقف، وخلّد اسمه في ذاكرة المدينة والوطن.
رحم الله الدكتور محمد عبد الرحيم عطيات، رمزاً من رموز السلط وعلماً من أعلام الأدب الأردني.












































