اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
حين تُصبح العدالة تهمة… والدكتور العجلوني نموذجاً للشرف
عوني الرجوب
في زمن امتهن فيه بعض الغرب الكيل بمكيالين، وتحولت فيه القيم الإنسانية إلى شعارات فارغة تُستخدم لتبرير القتل لا لمنعه، يقف الطبيب العربي الأردني الصريحي الكبير، الدكتور كامل العجلوني، شامخاً بمواقفه، مدافعاً عن ضميره، وعن إنسانيةٍ لم يعد يعترف بها 'العالم الحر” إذا لم تكن تخدم مصالحه الاستعمارية.
الدكتور العجلوني، ابن الصريح الذي لا يحتاج إلى تعريف، صاحب البصمة الرائدة في مجالات الطب والتعليم والصحة والسياسة، يتعرض اليوم لحملة ظالمة من الجمعية الأميركية لأطباء الغدد الصم، التي سحبت عضويته تحت ذريعة 'معاداة السامية”، لأنه تجرأ على تسمية الأمور بمسمياتها، وكشف عن وجه الصهيونية الحقيقي: الهيمنة، والقتل، وتجريد الآخر من إنسانيته.
السؤال الجوهري هنا:
من هو فعلاً 'المُعاد للسامية”؟
هل هو الطبيب الذي يرفض إبادة أطفال غزة، وتدمير مستشفياتها، ومطاردة أطبائها في ممرات الدم؟
أم هم من يدعمون هذه الإبادة، ويصمون آذانهم عن أنين الجرحى تحت الأنقاض، ويسمون ذلك 'دفاعاً عن النفس”؟
من الذي يُعادي القيم الإنسانية فعلاً؟
العجلوني الذي استنكر العقيدة الصهيونية العنصرية التي ترى أن غير اليهودي لا يملك حق الحياة، أم أولئك الذين يُعاقبون كل من يناصر الضحايا ويتجرأ على كشف حقيقة الاحتلال؟
الحقيقة الجلية أن الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، يتبنى تعريفاً انتقائياً للعدالة.
فهم من اخترعوا مصطلح 'معاداة السامية” ليحموا به المشروع الصهيوني من النقد، في حين يمارسون أبشع صور 'معاداة العروبة والإسلام” دون أن يرف لهم جفن:
يشيطنون العرب، يصمتون على المجازر في فلسطين، يتجاهلون حصار غزة، ويغضّون الطرف عن المستوطنات والاغتيالات، فقط لأن القاتل صهيوني والمقتول عربي مسلم.
بل إنّ ما يُعرف اليوم بـ 'معاداة السامية”، لم يعد سوى سيف سياسي مسموم، يُشهر في وجه الأحرار الذين يرفضون الإبادة باسم الدين، والقتل باسم التفوق العرقي، والتهجير باسم الأساطير.
فالدكتور كامل العجلوني لم يقل سوى الحقيقة، وهي ما تقوله مئات الكتب، وآلاف الوثائق، وما يعرفه كل من قرأ التوراة والتلمود ونصوص الحركة الصهيونية التي تُشرعن القتل باسم 'الاختيار الإلهي”.
ولذلك فإنّ ما جرى للدكتور العجلوني ليس إساءة لشخصه فقط، بل إهانة لكل حرٍ عربي، وكل صاحب موقف، وكل من ما زال يرفض الخنوع لهذا النظام العالمي الجائر.
من هنا، فإنّ الواجب الوطني والأخلاقي يتطلب:
•تكريماً عاجلاً للدكتور كامل العجلوني، وانا شخصيا كسياسي وحزبي وابن هذا الوطن اول من يبادر في تكريم الدكتور العجلوني لا كتعويض رمزي، بل كرسالة واضحة بأن الأردن لا يساوم على شرف مواطنيه.
وسيكون ردنا الشعبي والسياسي•رداً دبلوماسياً صارماً يرفض المساس بسمعة رموزنا العلمية والوطنية تحت ذرائع سياسية رخيصة.
• لا يخاف من قول الحقيقة، ولا نخجل من الوقوف مع الشرفاء، ولو كره أعداء العدالة.
في زمن تكميم الأفواه…
يبقى صوت الدكتور العجلوني ضميراً ناطقاً بالحقيقة، وشاهداً على عنصرية لا تخجل من نفسها، لأنها ببساطة، لا ترى فينا بشراً