×



klyoum.com
jordan
الاردن  ١٠ أيار ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
jordan
الاردن  ١٠ أيار ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الاردن

»سياسة» صحيفة السوسنة الأردنية»

هل نُحاسب المذنب على أخطائه

صحيفة السوسنة الأردنية
times

نشر بتاريخ:  السبت ١٠ أيار ٢٠٢٥ - ٠٣:٥١

هل نحاسب المذنب على أخطائه

هل نُحاسب المذنب على أخطائه

اخبار الاردن

موقع كل يوم -

صحيفة السوسنة الأردنية


نشر بتاريخ:  ١٠ أيار ٢٠٢٥ 

في كثير من الأحيان، نلحظ أشخاصًا اجتمعوا على كره فرد دون أدنى سبب، ولكم يصبح الأمر مثيرًا للدهشة عندما يكيلون له ضغائن لا يعلم هو سببها، وخاصة إذا كان ليس له علاقة مباشرة بهم، أو لم يطلهم منه أي أذى. هذا الموقف العبثي، الذي لربما لا يستطيع أن يتلافاه حتى من تسبب في الأذى، لا يمكن تفسيره إلَّا بالإشارة إلى أن العالم فقد معناه، فأصبح بلا عقل. وعلى إثر ذلك، تتفشى مواقف لامعقولة وعبثية المسببات، وذلك هو لبّ الفلسفة الوجودية.

وتؤكد الفلسفة الوجودية، في كل مصطلح أو كلمة تصف معناها، أن العالم بلا هدف أو قواعد فطرية محددة على هداها نسير؛ فالجميع يعلم أنه يتوجَّه صوب نهاية معروفة تعد الحقيقة الوحيدة الثابتة في حياة أي شخص؛ ألا وهي الموت. ولهذا السبب يصبح الفرد مُجبرًا، في ذاك الكون المتقلِّب، أن يتَّخذ وحده قرارته، وكذلك أن يتحمَّل تبعات اختياراته. والأدهى من ذلك، أن عليه أن يجاهد ليجد معنى وهدفاً للاستيقاظ في كل صباح، على الرغم من علمه أن الوجهة الجمعية للبشر هي الفناء، وأن كل تلك الأهداف التي يخطط لها، بل ولربما أنجز بعضًا منها، إلى زوال.

وعلى الرغم من أن ألبرت كاموAlbert Camus (1913-1960) يرفض مصطلح الوجودية Existentialism، ويصر على أن العبثية Absurdism هي أساس الحياة، لكن خلافًا لإرادته الحرَّة وعلى عكس رأيه، يتم تصنيفه بأنه كانب وفيلسوف «وجودي»، وهذا في حد ذاته يؤكِّد ويوضِّح مدى عبثية الحياة.

ولم يكن تصنيف كامو تحت تيَّار الوجودية هو الشيء العبثي الوحيد في حياته، بل كان وجوده في ذاك الكون منذ لحظة ميلاده؛ فهو فرنسي الأصل وجزائري المولد. وبالرغم من كونه أحد أبناء الاستعمار الفرنسي الغاشم المحتلّ للجزائر، لكنه كان يعيش على أطراف الحياة، ولا يجني منها سوى الشقاء. فلقد ولد في حي شديد الفقر، لأب مزارع مات قبل أن يعي كامو وجوده، وأم بكماء لا تعرف القراءة أو الكتابة، ومن الطبقة العاملة الدُنيا. ولم تكن طفولته أفضل من ذلك؛ فلقد كانت سنوات متتالية من الحرمان والرفض والانكسارات وسوء الحظ؛ حتى عندما آب إلى فرنسا، وبالتحديد باريس، كان ذلك إبَّان غزو الألمان لفرنسا. ونكاية أكثر فيه لتحطيم إرادته الحرَّة والتوكيد على عبثية الحياة، كان كامو يرفض العنف ويمجّ الاشتراك في الحرب. لكن بالرغم من ذلك، انضم لفرق المقاومة، وبعدها خرج إلى العالم كاتب عملاق لفت أنظار النقَّاد والعالم له؛ لأنه مختلف وتعامل مع الوجود من خلال وجهة نظره هو، حتى ولو كان يرفضها الجميع.

هزَّ كامو الكيانات الأدبية بأعماله النفسية الواقعية الساخرة التي لا تناقش الموضوع الشائك بأنه لا طائل من الحياة، لطالما كان العمل والاستكانة سواء؛ فكل شيء إلى زوال. وعلى هذا الأساس، ظهر كل عمل كأسطورة يكتبها بلغة مباشرة، فقيرة التنميق اللغوي والمحسِّنات البديعية، حتى تكون أقرب إلى اللغة الدَّارجة. ويعد كامو ثاني أصغر فرد يتلقَّى جائزة نوبل في تاريخ الجائزة بأكملها. ومن أعماله التي شيَّدت هويته وسمعته الأدبية والتي على أساسها تلقى جائزة نوبل: «الغريب» The Stranger (1942)، و»الثائر» The Rebel (1951)، و»أسطورة سيزيف» The Myth of Sisyphus (1942)، و»السقوط» The Fall (1956)، و»الوباء» The Plague (1947).

صدم كامو العالم بأولى رواياته «الغريب»، وهي رواية قصيرة (نوفيلا) موضوعها يؤكِّد أن الإنسان الذي يقرر أن يفهم الحياة ويعيش وفق إرادته الحرَّة لسوف يصبح في نظر الآخرين متهمًا، ويجب أن ينال أشد عقاب لأنه قرر الخروج عن الإطار المألوف. وبذلك قدَّم كامو شخصية «ميرسو» السَّاخر الذي قد تتلاقى سيرته الذاتية مع كامو نفسه في العديد من النقاط، وعلى رأسها أن أحداث الرواية تدور في الجزائر. والصدمة الكبرى التي يلقي بها كامو على القرَّاء يضعها في بداية الرواية الخارجة عن المألوف، والتي يقول فيها على لسان «ميرسو»: «فارقت أمي الحياة اليوم. أو ربما الأمس، لا أدري. وصلتني برقية من الدَّار تقول: «توفّيت أمك. الجنازة غدًا. مع خالص التحيات». الخبر لا يعني شيئًا. ربما كان هذا بالأمس». أكبر صدمة يلقي بها «ميرسو» على القارئ هي مشاعره الباردة تجاه موت أمّه، فذلك بالنسبة له النهاية المتوقعة لعجوز مريضة وضعت في دار رعاية. لقد خرج «ميرسو» عن المألوف بأنه عبَّر عن الحقيقة دون زيف ودون أن يضع على الخبر مشاعر شخصية تفقد قيمتها بمرور الزمان. وبذلك يتحوَّل ليس فقط إلى فاعل مؤثِّر في إطار الرواية، بل إلى وسيلة تنقل للقارئ نفس تجربته ويتعايش معها، وتصدمه موافقته الشخصية على موقف «ميرسو» القاسي؛ وهذا لأنه حقيقة منطقية.

وفي حين ينتقض الناس قسوة «ميرسو» الظاهرية التي منبعها صدقه المُطلق وانحيازه للحقائق الثابتة، الأسوأ منه موقف جاره الذي يسيء معاملة الكلب الخاص به بكل الوسائل العنيفة، لكنه يبدو للآخرين وكأنه رجل محب للحيوانات. وعلى عكس «ميرسو»، تكون صدمة هذا الرجل كبيرة ويشعر بالوحدة والفراغ حينما ينفق هذا الكلب، وحينها يعلم أنه ارتكب الكثير من الأخطاء.

وأمَّا هذا الشخص الغريب «ميرسو»، أو بالأحرى الذي يعتبره الآخرون غريب الأطوار، عندما دخل في علاقة حميمية مع فتاة، لم يخدعها وكان رده على تساؤلها ما إذا كان يحبها، بالسلب. لكنه على الرغم من ذلك، وافق على الزواج منها؛ لأنه يعلم أن العلاقات الإنسانية يطغى عليها الجانب المادي.

والرواية التي تقع في جزأين، تبلغ ذروتها حينما يقوم «ميرسو» بقتل رجل جزائري بدم بارد. وفيما يبدو أن كامو الذي كان يشير إلى العرب بلفظ «عرب» ولم يعرِّف ذاك القتيل بأي اسم، أنه كان في داخله رافضًا للاستعمار وعبثية سلب هوية الآخر؛ فالقصاص العادل كان الزج بـ «ميرسو» في السجن لمعاقبته على جريمته التي قد يكون عقابها الإعدام.

والجزء الثاني من الرواية يدور حول محاكمة «ميرسو» ووجوده في السجن. ويصدم كامو القارئ مرَّة أخرى حينما يسلِّط الضوء على أن المحاكمة والاتهامات الموجهة لـ «ميرسو»، وكذلك عقوبة القاضي له، منبعها انتقاد السلوك الشخصي لـ «ميرسو» وتحليله لها بأنها قسوة وتبلُّد للمشاعر. لم يتحمَّل القاضي، وكذلك الشهود على القضية، الصراحة المطلقة والإيمان بممارسة الإرادة الحرَّة التي لا تكبِّلها السلوكيات اللطيفة. وقبل تنفيذ الحكم عليه، وكما هو معتاد، ترسل له إدارة السجن الكاهن حتى يعترف له ويتوب. بيد أن»ميرسو»، على عكس النمط السائد، يصرّ على موقفه الرافض لسلطة الكنيسة، بل أيضًا يبدأ بمهاجمته. وقبيل المحاكمة بيوم واحد، تكون الأمنية الوحيدة لـ «ميرسو» هي أن السَّاحة التي سوف تشهد تنفيذ الحكم عليه علانية تعج بجحافل من البشر الحاقدين.

من الجلي أن موقف بطل الرواية يلقي الضوء على عبثية الحياة التي يسير فيها الفرد صوب الموت، فما كان منه إلَّا أن قام بتعجيل النهاية لهذا الوجود العدمي. وهذا الموقف الذي قد يفسِّره البعض بقسوة أو شجاعة مفرطة طائشة كان يعذِّب الآخرين؛ لأنه يعكس ما يخفونه من مشاعر لا يستطيعون مجابهتها.

ومن الواضح أن جميع أعمال كامو بالرغم من غرابتها ونهاياتها الحزينة، لكن ينفذ منها شعاع قاطع من أمل قائم على يقين. فصراحة «ميرسو» المطلقة وموقفه المحايد للحياة في منتصف القرن العشرين إبَّان الحرب العالمية الثانية والنزعات الاستعمارية، هو نفسه الموقف الذي يطالب خبراء التنمية البشرية بأن يتبنَّاه البشر في عصرنا الرقمي الذي بدأت تخمد فيه جذوة المشاعر الإنسانية للأبد. وأمَّا بالنسبة لكامو نفسه، فلقد انتصر لوجهة نظره، وجلبت له صراحته أرقى الجوائز الأدبية على الإطلاق، وكذلك لا تنطفئ أبدًا شعلة ذكراه. وكافأه القدر بتعجيل موته في حادث سيارة، بعد أن جاوز العقد الرابع من عمره، حتى يضع حدًّا لشعوره بالاغتراب الدائم والتعاسة.

كامو الثائر العنيد، لم يكن راغباً إلَّا في صحبة من يفهمه، أو كما كان يردد: «لا تسر أمامي… فقد لا أتبعك. لا تسر خلفي… فقد لا أقودك. سر بجانبي… فقط كن صديقي». لكنه لم يجد قط ذاك الصديق، ولهذا ارتضى صحبة نفسه، أو كما قال: «في عمق الشتاء، علمت أخيرًا أن بداخلي صيفًا لا يُقهر». ودون أدنى شك، كان سعيدًا بتلك الصحبة التي جلبت له سعادة دائمة وشجاعة لا تُهزم عند مجابهة صعوبات الحياة.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار الاردن:

أورنج الأردن توقع اتفاقية توريد أجهزة حاسوبية لجامعة العلوم التطبيقية لاستدامة تحديث المختبرات المركزية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
2

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2018 days old | 736,106 Jordan News Articles | 11,277 Articles in May 2025 | 531 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 8 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



هل نحاسب المذنب على أخطائه - jo
هل نحاسب المذنب على أخطائه

منذ ٠ ثانية


اخبار الاردن

زيادين: تمكين المرأة أولوية بدعم ملكي - jo
زيادين: تمكين المرأة أولوية بدعم ملكي

منذ ٠ ثانية


اخبار الاردن

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل