اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
لم تنته المعاناة بعد في قطاع غزة، والقتل والتدمير والتجويع يزداد يوماً بعد يوم، والأمل في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يراوح مكانه، والتعنت الإسرائيلي المشهد الأبرز في مفاوضات وقف إطلاق النار، والتي تجري فصولها في العاصمة القطرية الدوحة، وجهود الوسطاء في قطر ومصر تسابقين الزمن، لإنجاز اتفاق ينهي ارتفاع منسوب المأساة الإنسانية الفظيعة التي حلت على أهل القطاع، ولم تصل أي أنباء لحد اللحظة في إحداث أي اختراق يمكن من تجاوز جميع العراقيل التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نتنياهو وحكومته العنصرية.
الاستغلال الذي تقوم به حكومة اليمين المتطرف أثناء مفاوضات وقف إطلاق النار، من مواصلة القصف وتدمير ما تبقى من أطلال مبان مهدمة، واستهداف المدنيين الأبرياء بالمسيرات الحربية في كل ناحية و ركن من قطاع غزة، وفي الآونة الأخيرة شهد العالم استهداف النساء والأطفال أمام إحدى العيادات الصحية، في قتل مجنون لا يمكن أن يتحمله المجتمع الإنساني، الذي يرفض الإبادة الجماعية التي تحصل يومياً على مرأى ومسمع من العالم المتحضر! الذي يدعي الحرية والعدالة والمساواة في حق أهل غزة، فالانتهازية التي يمارسها نتنياهو وحكومته المتطرفة، تزداد وتيرتها في ردة فعل من رئيس الحكومة الإسرائيلية لمصلحة سياسية وشخصية خالصة، دون النظر إلى مطالبات أهالي الأسرى الإسرائيليين باستعادة أبنائهم و ذويهم، فأهدافه الذاتية والغير معلنة ووزراء حكومته المتطرفين كسموتريتش وبن غفير، فوق كل اعتبار حتى لو كان ضد مصلحة الإسرائيليين. فالعجز الذي يحاول نتنياهو أن يشعر به الطرف الفلسطيني المفاوض وأهل غزة، غرضه إرغام المقاومة وجرها إلى الموافقة على الخارطة المريبة التي قدمها الطرف الإسرائيلي المفاوض للوسطاء، أملا أن يضع جيش الاحتلال الإسرائيلي قدمه على أرض غزة، ويحولها إلى ضفة غربية أخرى بنكهة سموتريتش وزير المالية الإسرائيلى المتطرف.
تحمل أهل غزة الكثير من الآلام والأوجاع لا يطيقها بشر، والمقاومة الفلسطينية تقدم بطولات تعجز عن تقديمها جيوشا نظامية، فرغم الحصار والتجويع والتطويق العسكري الذي يضربه جيش الاحتلال الإسرائيلي على كافة أطراف ومداخل القطاع، لا يستطيع الإنسان الغزي أن يتحرك بحرية، فالقذائف المدفعية والصواريخ التي تطلقها طائرات الاحتلال الإسرائيلي والمسيرات الحربية تترصده في كل مكان، لكي لا يترك مساحة آمنة واحدة يأوي إليها له، فكل شبر في غزة أصبح مصدر خوف ورعب للنساء والأطفال، قد يتعرضون إلى الموت وفي أحسن الأحوال إلى الإصابة، وما بعد الإصابة تظهر المعاناة الحقيقية في تضميد الجراح والعلاج في مشافي القطاع، والتي لم تعد تملك القدرة على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين والمرضى، ليكون القطاع مكاناً منزوعا منه الحياة أو أي علامة للحياة، بخطة خبيثة لاقتلاع أهل غزة من أرضهم وحملهم على مغادرة القطاع تمهيداً لتهجيرهم.