بلباو ومايوركا في صراع شرس على لقب كأس إسبانيا

مدن- يلتقي أتلتيك بلباو وريال مايوركا، اليوم، في نهائي كأس ملك إسبانيا لكرة القدم على ملعب لا كارتوخا لموسم 2023/2024، في مواجهة للتاريخ بالنسبة للفريقين، حيث يأمل الفريق الباسكي بقيادة إرنستو فالفيردي في الفوز باللقب وإنهاء جفاف دام 40 عاما، بينما يبحث مايوركا بقيادة المكسيكي خابيير أجيري عن اللقب بعد غياب 21 عاما.

وينتظر أن تشهد المباراة النهائية أسلوبين مختلفين للعب، حيث سيراهن بلباو على الكثافة الهجومية، علما بأنه المرشح الأوفر للفوز باللقب على الورق، بينما سيعتمد مايوركا على التكتل والصلابة الدفاعية التي قادته لرابع نهائي له في الكأس.

ويبحث الفريق الباسكي مرة أخرى في إشبيلية، بملعب لا كارتوخا هذه المرة؛ مسرح آخر خيباته في المسابقة، عن الكأس المنتظرة، التي لم يحققها منذ 40 عاما، رغم أنه قبلها كان ملك الكؤوس بلا منازع لنحو قرن من الزمان.

فحال نجح في التتويج باللقب سيكون هو الـ24 في تاريخه، بحسب الأرقام الرسمية، والـ25 بحسب إحصائيات النادي نفسه، حيث يضيفه إليها كأس التتويج في العام 1902، التي أقيمت بمناسبة احتفالات تتويج الملك ألفونسو الثالث عشر بالعرش، وهي التي أنجبت بطولة الكأس بمختلف مسمياتها لاحقا.

وسيصل بلباو للنهائي رقم 40 له في الكأس، حيث يعد ثاني أكثر الأندية تأهلا للنهائي خلف برشلونة (42 مرة)، لكن هذه المرة لا يريد أن يجلس في مقعد الوصافة الذي احتله في 15 مناسبة من قبل.

ويعد هذا اللقب أكثر لقب يسعى إليه بلباو لأنه خسر في آخر 6 نهائيات؛ أولها في العام 1985، العام التالي لتتويجه باللقب، وبعدها خسر 5 نهائيات في العقد ونصف العقد الماضيين، بعد مواجهات شبه مستمرة وجها لوجه أمام برشلونة بقيادة نجمه التاريخي ليونيل ميسي.

رغم أنه لن ينسى أيضا خسارته المريرة لنهائي نسخة 2020 التي اضطر لخوضها في العام التالي بسبب جائحة كورونا، حينما سقط أمام ريال سوسييداد.

وهذه المرة، ينتظر أن يرافق 'الأسود' في مباراتهم نحو 70 ألف مشجع، يرغبون في نسيان الإحباطات السابقة والاحتفال بلقب الكأس.

ويصل بلباو للمباراة بكامل تركيزه، بعد خسارته في سانتياجو برنابيو بالليجا التي يصارع فيها على مكان بدوري الأبطال الموسم المقبل مع أتلتيكو مدريد، وبعد تألقه في الكأس الذي فاز بكل مبارياته، الـ7، منها الفوز على برشلونة في مناسبة واحدة وعلى أتلتيكو في مناسبتين.

ويمتاز الفريق بالكثافة والضغط على المنافس والانتشار والروح الهجومية، مع خط هجوم قوي بفضل اللاعبين الدوليين نيكو وإينياكي ويليامز وأويهان سانسيت، إضافة لجوركا جوروزيتا (صاحب الـ15 هدفا هذا الموسم).

وينتظر أن يدفع فالفيردي بتشكيلته المثالية غدا والتي سيغيب عنها فقط حارس مرمى منتخب إسبانيا الأساسي، أوناي سيمون، حيث اختار المدرب الحارس خولين أجيريزابالا لمباريات الكأس.

وما تزال هناك مخاوف بشأن الاعتماد على الثنائي نيكو ويليامز ويراي ألفاريز، بسبب المشكلات العضلية لكل منهما.

ورغم أن اللاعبين مستعدان للمشاركة، إلا أنه من الأرجح أن يستهل يراي المباراة على مقاعد البدلاء، لذا فسيكون داني فيفيان وأيتور باريديس قلبي الدفاع، بينما سيشغل مركز الظهيرين كل من أوسكار دي ماركوس ويوري بيرتشيتشي، سيعتمد المدرب على إينييكو رويز وبينيات برادوس في مركز خط الوسط الدفاعي، في طريقة لعبه (1-4-2-3-1).

في المقابل، يبدو مايوركا بقيادة مدربه المخضرم أجيري مستريحا لتصدير الضغط إلى منافسه لكونه المرشح الأوفر في النهائي، لكنه يعي جيدا أنه يمتلك خيارات للتتويج باللقب، وسيقاتل من أجل رفع الكأس الثانية في تاريخه بعد تلك التي توج بها العام 2003 في إلتشي.

والعبارة التي تلخص شعور اللاعبين والجهاز الفني والإدارة والمشجعين الذي يبلغ عددهم 21 ألفا سيرافقون الفريق في ملعب لا كارتوخا غدا هي 'مايوركا سيقدم كل شيء'.

كما سيؤازر الآلاف من المشجعين الآخرين الفريق في المباراة النهائية بجميع مدن الجزيرة، ومع نقطة الالتقاء الواقعة حول الشاشة العملاقة في قلب مدينة بالما، بالقرب من ساحة بلازا دي لاس تورتوجاس التقليدية، حيث يحتفل مشجعو مايوركا بانتصاراتهم، مثل الاحتفالات الحاشدة في العام 2021 بمناسبة التأهل لدوري الأضواء.

ولم يرغب أجيري في إظهار أوراقه قبل المواجهة الحاسمة، في الجلسة التدريبية الأخيرة التي أقيمت في مرافق سون بيبيلوني، حيث شارك في المران جميع اللاعبين، بمن فيهم قلب الدفاع مارتن فالينت ولاعب الوسط عمر ماسكاريل، حيث أثارت مشاركتهما الشكوك، لكن من المرجح أن يكونا متاحين للمدرب المكسيكي إذا رأى ذلك مناسبا.

ويستطيع أجيري أن يكرر في النهائي تشكيلته الدفاعية الكلاسيكية التي تتكون من ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع وظهيرين يتمتعان بطابع هجومي، مثل الأوروجوياني خيو جونزاليس (الذي سجل هدف التعادل 1-1 ضد ريال سوسيداد على ملعب ريالي أرينا)، والفالنسي خاومي كوستا.

وفي حراسة المرمى، سيدافع السلوفاكي دومينيك جريف عن عرين الفريق بفضل تدخلاته الحاسمة، رفقة خط الدفاع المكون على الأرجح من فالينت وأنطونيو رايو وخوسيه كوبيتي.

وحال دفع المدرب بمهاجمين اثنين فسيكونان موريكي ولارين أو أبدون براتس، في حين سيدفع على الأرجح بسامو كوستا وداردير وداني رودريجيز في خط الوسط.

أما إذا كان سيراهن فقط على موريكي في خط الهجوم، فسيدفع بلاعب آخر في خط الوسط وسيكون في الأغلب هو مانو مورلانيس.

التشكيل المحتمل للنهائي

بلباو: أجيريزابالا؛ دي ماركوس، فيفيان، باريديس، يوري؛ برادوس، جالاريتا؛ إينياكي ويليامز، سانسيت، نيكو ويليامز؛ وجوروزيتا.

مايوركا: جريف؛ خيو جونزاليس، فالينت، رايو، كوبيتي، خاومي كوستا؛ سامو كوستا، سيرجي داردير، مانو مورلانيس، داني رودريجيز؛ وموريكي.

الحكم: خوسيه لويس مونوريا مونتيرو. - (وكالات)