اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
أسدلت محكمة الاستئناف بالرباط الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت المغرب، وذلك بعد أن أيّدت الحكم الصادر في حق المتهم الرئيسي في 'مجزرة حي الرحمة' بمدينة سلا، والتي راح ضحيتها ستة أفراد من عائلته، بينهم شقيقه وزوجته وأطفالهما، بعدما أقدم على ذبحهم ثم جمع جثثهم في غرفة واحدة، وأضرم النار في المنزل لإخفاء معالم جريمته الشنيعة.
وقضت غرفة الجنايات الاستئنافية بالسجن المؤبد في حق المتهم، مع تأييد حكم الإدانة الصادر في يوليو (تموز) 2024 من طرف غرفة الجنايات الابتدائية، والذي شمل أيضاً غرامة مالية تُقدّر بمليون درهم.
وتعود تفاصيل هذه الفاجعة المروّعة إلى فبراير (شباط) من العام 2021، حينما اهتز حي الرحمة على وقع اندلاع حريق مهول في أحد المنازل، قبل أن تنكشف المأساة لعناصر الإطفاء، وهي وجود ست جثث متفحمة ومطعونة، ودماء متجمدة على أرضية الغرف.
في بداية التحقيقات، لم يكن للسلطات الأمنية المغربية أدلة كافية، لكن آثار الطعنات الغائرة في أجساد الضحايا، مع رائحة البنزين المنتشرة في المكان، جعلت فرضية الحريق العرضي تتلاشى أمام احتمال الجريمة المدبرة.
وبعد عمليات بحث وتحقيق دامت لأشهر، تمكنت السلطات الأمنية الإسبانية في 25 مايو (أيار) 2021، من توقيف المتهم الهارب الذي كان يعمل في إحدى شركات توزيع الغاز في بلدة 'كاستيون' جنوب إسبانيا، بعد تنسيق محكم مع المخابرات المغربية، التي ساهمت في رصد تحركاته بدقة.
وكشفت التحقيقات أن دافع الجريمة كان نزاعاً حول الإرث بين المتهم وشقيقه الضحية، حيث تصاعد الخلاف بينهما حول ملكية عقار وأراضٍ قرب مشرع بلقصيري، ثم تطور الأمر إلى تهديدات بالقتل، وهو ما أثبتته تسجيلات صوتية عُثر عليها في هاتف المتهم، حيث توعّد بقتل شقيقه وأفراد أسرته.
ورغم إنكاره الكامل أمام القضاء، وتبريره تسجيلات التهديد بكونه كان في 'حالة سُكر شديد'، إلا أن الأدلة الرقمية والشهادات التي قدمها أفراد من عائلة الضحايا أطاحت بكل محاولاته للتهرب من المسؤولية، خاصة أن الجريمة وقعت بعد أيام بعد صدور تلك التهديدات.