النهج المؤسسي لتطوير قطاع الدراما الأردنية

النهج المؤسسي لتطوير قطاع الدراما الأردنية

نادر عمار

يأتي هذا الطرح في سياق الإيمان العميق بأن قطاع الدراما الأردنية يحمل من الإمكانيات ما يؤهله ليكون رافعة ثقافية واقتصادية حقيقية إذا ما تم العمل على تطويره ضمن رؤية مؤسسية شاملة ومن منطلق التقدير للجهود المبذولة خلال السنوات الماضية من مختلف الجهات الثقافية والإعلامية من هنا نسعى لفتح مساحة للنقاش حول سبل الانتقال من المبادرات المحدودة إلى مشروع وطني ناضج يُبنى على التشاركية ويخدم الهوية الأردنية ويعزز الحضور في المشهد الدرامي العربي

رغم وفرة الطاقات الفنية في الأردن وتوافر بيئات تصوير غنية ووجود جمهور واعٍ إلا أن الإنتاج الدرامي لا يزال يعاني من غياب الأطر المؤسسية الحاكمة وافتقاد التخطيط طويل الأمد وندرة أدوات الدعم المالي والإداري ما جعل الحضور الأردني باهتًا على الخريطة الدرامية العربية بعد أن كان منافسًا قويًا في فترات سابقة ان النهج المؤسسي لا يعني التعقيد أو البيروقراطية بل يعني بناء بنية تنظيمية واضحة تضمن وجود خطة وطنية للإنتاج مبنية على أولويات ثقافية وتنموية تنظيم العلاقة بين المبدع والمنتج والممول والموزع ضمن بيئة تشريعية متماسكة تفعيل أدوات التمويل المستدام والدعم الفني والتسويقي تدعم وتبني شراكات استراتيجية تربط القطاع الدرامي بمجالات مثل السياحة والتعليم والاقتصاد الثقافي

للنهوض بالدراما وفق منهج مؤسسي هناك حاجة إلى:

إطار تنسيقي جامع بين الجهات المعنية من نقابات وهيئات إنتاج ومؤسسات ثقافية وتعليمية

آلية إنتاج وتنفيذ مرنة تتيح تحويل الخطط إلى أعمال قابلة للتنفيذ والتسويق

دعم وتطوير الكيانات الإنتاجية القائمة بدلًا من إنشاء كيانات جديدة غير مكتملة البناء

منصة تمويلية مستقرة تتيح تقديم الدعم بناءً على معايير مهنية وفنية واضحة

تبنّي المحتوى المحلي القائم على الأدب والبيئة والهوية بوصفه أساسًا للتميز والاختلاف

النهج المؤسسي لا يمكن أن يتحقق عبر جهة واحدة بل يتطلب تكاملًا حقيقيًا بين الفاعلين الثقافيين والإعلاميين والفنيين والاقتصاديين فصناعة الدراما هي نتيجة لتعاون منظم هي مشروع وطني يمكن أن يسهم في تحفيز الاقتصاد وتوفير فرص العمل وتعزيز الصورة الحضارية للأردن.

إن الدعوة إلى تبنّي النهج المؤسسي في تطوير الدراما لا تأتي انتقادًا للجهود السابقة بل استكمالًا لها وتقديرًا لما تحقق رغم التحديات وهي دعوة مفتوحة للتفكير الجماعي في مستقبل هذه الصناعة وفق منطق الشراكة لا الاصطفاف والتكامل لا التنافس فالنهوض بالدراما الأردنية مسؤولية الجميع وتتطلب بيئة من التنسيق والثقة المتبادلة والاستثمار طويل الأمد في البنية والمحتوى والكوادر