اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الأول ٢٠٢٥
أبو زيد: الاحتلال يستعيد “التوازن الاستراتيجي” خارجيًا لكنه يفقد الأخطر داخليًا… “الاتزان الاستراتيجي” وبوادر أكل الكيان لنفسه #عاجل
خاص –
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن العقيدة القتالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي تتجه نحو تغيير جذري، من الاعتماد على العمليات البرية التقليدية الواسعة إلى تبني عمليات انتقائية أقل كلفة، بعد أن أثبتت المواجهات الأخيرة، لا سيما في قطاع غزة، عجز الجيش عن تحقيق الحسم عبر الأساليب التقليدية.
وأضاف أبو زيد أن رفع موازنة الدفاع الإسرائيلية إلى نحو 112 مليار شيكل في العام المقبل لا يعكس قوة بقدر ما يكشف عن مأزق بنيوي، خاصة مع اشتراط خفض أعداد قوات الاحتياط من 60 ألفًا إلى 40 ألف جندي، لافتًا إلى أن الجيش أعلن وجود نقص بنحو 1300 ضابط من رتبة ملازم إلى نقيب، و300 ضابط برتبة رائد، إضافة إلى تراجع نسبة الراغبين بالاستمرار في الخدمة إلى 63% مقارنة بـ83% عام 2018.
وأشار إلى أن هذه المؤشرات تشكل دافعًا مباشرًا لتغيير شكل القتال في العقيدة القتالية، وهو ما بدأ يظهر فعليًا من خلال طبيعة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في غزة، وجنوب لبنان، وجنوب غرب سوريا.
وبين أبو زيد في حديثه لـ«الأردن 24» أن مخرجات لجنة 'ترجمان”، التي درست إخفاقات السابع من تشرين الأول، خلصت إلى ضرورة إقامة مناطق عازلة ونقل المعركة إلى أرض الخصم، موضحًا أن ما يجري على الأرض يعكس تنفيذًا عمليًا لهذه التوصيات، من خلال تمسك الاحتلال بخمس نقاط جنوب لبنان، وإصراره على منطقة عازلة جنوب غرب سوريا، واعتماد 'الخط الأصفر” في غزة، وتشديد السيطرة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية.
وأضاف أن تعيين الجنرال رومان غوفمان، القادم من خلفية ضابط دروع، رئيسًا لجهاز الموساد، يُعد سابقة في تاريخ أجهزة الاستخبارات عالميًا، ويعكس تحولًا من الردع القائم على التهديد إلى الردع القائم على التدمير، ومن العمل الاستخباري التقليدي إلى الدمج المباشر مع العمل الميداني العسكري.
وأشار أبو زيد إلى أن ثلاثية الردع والإنذار المبكر والحسم السريع، التي قامت عليها العقيدة القتالية الإسرائيلية لعقود، قد تحطمت، مؤكدًا أن الجيش لن يعود إلى العمليات التقليدية واسعة النطاق، بل سيتجه إلى ما يُعرف بـ'العمليات الانتقائية” أو 'الصيد المريح”، وهي عمليات أقل كلفة ماديًا وبشريًا لكنها تتطلب تغييرًا جذريًا في الخطط والهياكل العسكرية.
وبين أن هذا التحول يفسر اعتراض رئيس الأركان إيال زامير على الموازنة الجديدة وعلى خفض أعداد الاحتياط، كما يفسر تعمق أزمة الثقة بينه وبين وزير الدفاع يوآف كاتس، بعد موافقة الأخير على مطالب وزير المالية، ما كشف عن تصدع واضح في منظومة اتخاذ القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية.
وأكد أبو زيد أنه ضمن هذه المعطيات يمكن القول إن حكومة بنيامين نتنياهو نجحت جزئيًا في استعادة 'التوازن الاستراتيجي” المتعلق بصورة الدولة وعلاقاتها الخارجية بعد وقف إطلاق النار، لكنها في المقابل فقدت 'الاتزان الاستراتيجي” الأخطر، المرتبط بإدارة الدولة من الداخل.
وأشار إلى أن مظاهر فقدان الاتزان الاستراتيجي بدأت تطفو على السطح من خلال أزمات إدارة الخلاف بين التيارين الديني والعلماني، وتصدع سلسلة القرار، وصولًا إلى تصريح رئيس الشاباك السابق رونين بار بأن 'الدولة ترتجف”.
وبين أبو زيد أن دمج التحول في شكل القتال مع فقدان الاتزان الاستراتيجي الداخلي قد يقود إلى ما يُعرف بـ'فرط التمدد” (Hyperextension)، أي عدم انسجام ما يريده السياسيون مع ما يتوفر فعليًا من أدوات وقدرات، وهو ما يشير، وفق تقديره، إلى أن إسرائيل بدأت تأكل نفسها من الداخل.












































