اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يحتفل العالم اليوم ٢٠ نوفمبر بيوم الطفل العالمي، وإذ يمر العالم وفي القلب منه المنطقة العربية، قطاع غزة و السودان بحروب و صراعات عنيفة أودت بحياة العديد من الأطفال الأبرياء بلا ذنب ولا جريرة، سوى أنه جيل يتطلع إلى مستقبل مشرق مزهر يعمه السلام و الأمن ينعمون بحقهم في التعليم و الصحة و الحرية، لكن الحروب بددت أحلام و تطلعات الجيل القادم فعبثت بحياته و براءته وعائلته التي يعيش في كنفها بدفء و سعادة، وقد بدا له أزيز الطائرات ودوي المدافع و أصوات الانفجارات قد قضت على أمانيه الصغيرة البريئة، و دمرت مدرسته التي تمنى أن يعود فيها إلى مقعده و معلميه و زملائه.
يحتفل العالم بيوم الطفل العالمي، و الغصة في قلوب آباء وأمهات فقدوا أبنائهم وآخرون اغتالت يد الحرب براءتهم فباتوا مبتوري الأطراف وجرح عميق في قلوبهم الصغيرة و مشلول تفكيرهم الطفولي الجميل و موجوع جسدهم الغض الهزيل. في مدينة كغزة اعتبرتها المتحدثة باسم اليونيسيف أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، ووفقا للمركز الحكومي في قطاع غزة فقد قتل ما يقارب من ٢٠ ألف طفل و هناك ٦٥٠ ألف طفل مهددون بالموت جوعاً بسبب نقص الغذاء، و ٥,٢٠٠ طفل بحاجة للإجلاء خارجاً للعلاج عدا ٥٦,٣٥٠ يتيماً، و ما يعانيه الأطفال في الضفة الغربية لا يختلف كثيراً عن الأطفال في قطاع غزة، فقد اعتقل حوالي ١,٦٣٠ طفلا في غزة و الضفة الغربية، أما في السودان فقد توفي ٤٥ ألف طفل منذ بداية الحرب بسبب سوء التغذية، وتعرض ٢٥٦ طفل للاغتصاب وفق عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، عدا الفظائع التي عانى منها الأطفال التي ارتكبت في مدينة الفاشر التابعة لولاية دارفور. و لازال الأطفال يعانون شح الطعام و الحاجات الأساسية التي تبقيهم على الحياة، أضف إلى ذلك النزوح القسري المرير و ما واجهوه أثناء نزوحهم من تحرش جنسي و أعمال عنف تحدث بحقهم بصورة منتظمة.
يوم الطفل العالمي من المفترض أن يكون يوم إنصاف للطفل من العنف و المرض و الجوع والعطش والقتل أفرزتها الحروب، وضرورة أن يكون هذا اليوم يوم سلام و أمن ورعاية لأولئك الأطفال الذين يعيشون انتهاكات و اعتداءات جسيمة على حقوقهم، ووقف تلك التجاوزات و محاسبة الضالعين بتلك التجاوزات. فما حدث و يحدث في غزة و الضفة الغربية و السودان يحتم على المجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤولياته لحماية الأطفال في مناطق النزاعات و الصراعات و الأزمات و الكوارث الطبيعية، و العمل على تكثيف الجهود لتوفير شبكة أمن دولية لحماية الأطفال الذين فقدوا طفولتهم بسبب الحروب، فانعكس بشكل سلبي و كارثي على صحتهم النفسية حتى أن العديد من أطفال غزة باتوا يظهرون سلوكاً عدوانيا تجاه نظرائهم الأصغر سناً.
ينتظر الأطفال الذين يعانون ويلات الحرب و العنف والمرض و الفقر بارقة أمل، تعيد لهم ثقتهم و أملهم في حياتهم و مستقبلهم.












































