اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
الوقائع : وجهت جلالة الملكة رانيا العبدالله نداء عاجلا للالتفات إلى الأثر المدمر للحروب والنزاعات على النساء والفتيات، مشيرة إلى أن النساء اللاتي يعانين أكثر غالبا ما يحصلن على قدر أقل من الاهتمام العالمي.
جاء ذلك خلال كلمة لها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم أمس الاثنين، دعت فيها جلالة الملكة الأمم المتحدة إلى 'التحرك الحاسم' ضد من ينتهكون القانون الإنساني الدولي، قائلة إنه'لا يمكن النظر إلى حقوق النساء من خلال عدسة المصالح السياسية.' وأضافت أن 'كل صمت يبعث برسالة مفادها أن بعض النساء يستحققن الدفاع عنهن، وأخريات لا يستحققن عناء المحاولة، وهذا الصمت بلغ مداه في غزة'.
حديث جلالتها جاء خلال الاجتماع رفيع المستوى بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للنساء، الذي عقد ضمن فعاليات أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ومنصة العمل في بكين عام 1995.
وفي الوقت الذي أشادت فيه جلالتها ببعض التقدم المحرز نحو أهداف إعلان بكين، أعربت عن فخرها بالعديد من النساء الأردنيات اللاتي 'يعشن حياة هادفة، متمسكات بتطلعاتهن وطموحاتهن'، إلا أنها أشارت إلى أن العنف العالمي قد ارتفع في العامين الماضيين إلى أعلى مستوياته خلال ثلاثة عقود، ووصفت هذا التصاعد بأنه 'التحدي الأكثر تدميرا' الذي تواجهه النساء اليوم.
وقالت جلالة الملكة: 'صحيح أن القنابل لا تفرق بين ضحاياها، لكن الجراح التي تخلفها على النساء في مناطق الصراع أعمق من مجرد إصابات جسدية: عنف قائم على النوع، مخاطر صحية متزايدة، استغلال، واعتداء يومي على كرامتهن'.
كما أدانت التقدم غير المتكافئ للنساء حول العالم والفجوات في الدعم الدولي، مشيرة إلى أن 'النساء السودانيات اللاتي لا يجدن ما يأكلن سوى علف الحيوانات، والفتاة الروهينغية التي تبلغ سن الرشد في مخيم أوقف تمويله، وغيرهن كثيرات، لا تروى مآسيهن'.
كما استعرضت جلالتها الأثر الكارثي للحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار المفروض على قطاع غزة، مسلطة الضوء على حالات اضطرت فيها صحفيات لتغطية مأساة نزوح أسرهن، وعمليات ولادة قيصرية أجريت تحت ضوء المصابيح اليدوية دون تخدير، وأمهات أنجبن للتو، منهكات من سوء التغذية وغير قادرات على إرضاع أطفالهن، ومحرومات من حليب الأطفال الصناعي، يشاهدن أطفالهن يموتون من الجوع.
وقالت: 'إن حرب إسرائيل على غزة قلصت من متوسط عمر النساء هناك بما يقارب ثلاثين عاما،' متسائلة 'ماذا قدمت الوعود العالمية لهن بعد ثلاثين عاما على إعلان بكين؟'.
وأشارت جلالة الملكة رانيا إلى ما تتحلى به النساء في مناطق النزاع من قوة وصمود، موضحة أنه 'لا يمكن إنكار قوة النساء اللاتي يصمدن تحت القصف، لكن هذه القوة لم تأت بفضل قرارات صدرت في قاعات كهذه، بل جاءت رغما عنها'.
وختمت الملكة كلمتها بالقول إن العالم يخذل أجيالًا من النساء بفشله في وقف من يمارسون العنف دون مساءلة، مؤكدة أنه 'لا يمكن لأحد أن يزعم الدفاع عن حقوق النساء، ثم يقف موقف المتفرج'.
وبدعوة من رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، عُقد الاجتماع رفيع المستوى تحت عنوان 'إعادة الالتزام، وتوفير الموارد، وتسريع تنفيذ إعلان ومنصة العمل في بكين' الذي اعتمدته 189 حكومة قبل 30 عامًا.
وخلال الاجتماع، أُلقيت بيانات من دول أعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية ذات الصلة.