اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن أحد أكثر الأجرام السماوية غموضا منذ بدء عملياته، حيث رصد فريق دولي من الفلكيين جسما ساطعا بشدة قد يعيد كتابة فهمنا لنشأة الكون.
فبحسب دراسة حديثة، قد يكون هذا الجسم الذي أطلق عليه اسم 'كابوتاورو' (Capotauro)، أقدم مجرة معروفة في الكون، حيث تشكل بعد 100 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.
غير أن هناك تفسيرا بديلا مثيرا للدهشة يتمثل في أن 'كابوتاورو' قد يكون قزما بنيا فريدا من نوعه، وهو ما يعرف بالنجم 'الفاشل' الذي يفوق في حجمه أكبر الكواكب الغازية العملاقة، لكنه يفتقر إلى الكتلة الكافية لتحقيق الاندماج النووي في لبّه.
وفي هذه الحالة، سيكون 'كابوتاورو' أبرد الأجرام من هذا النوع المكتشفة في مجرة درب التبانة، حيث تبلغ درجة حرارته 27 درجة مئوية فقط، ويقع على بعد يزيد عن سبع سنوات ضوئية.
ويؤكد العلماء، بمشاركة جامعة الإمارات العربية، أن الهوية الدقيقة للجسم ما تزال غير مؤكدة، حيث نشرت الورقة البحثية في مجلة arXiv للمطبوعات الأولية في الأول من سبتمبر، وما تزال تنتظر مراجعة الخبراء.
ويروي جيوفاني غاندولفي، عالم الفيزياء الفلكية في المعهد الوطني للفيزياء الفلكية بإيطاليا والباحث المشارك في الدراسة، قصة الاكتشاف، قائلا: 'لاحظنا كابوتاورو لأول مرة أثناء بحثنا عن المجرات القديمة، لكن نقص البيانات الدقيقة جعل تحديد هويته مستحيلا'. ويشبه غاندولفي الموقف بالحصول على عينة حمض نووي في مسرح جريمة مع وجود آلاف المطابقات في قاعدة البيانات.
غير أن الأمور تغيرت في مارس الماضي عندما نشر تلسكوب جيمس ويب بيانات جديدة كانت بمثابة طفرة في التحقيق. ومكنت هذه البيانات الفريق من تضييق نطاق الاحتمالات إلى بضعة فرضيات فقط.
واعتمد العلماء في تحليلهم على دمج بيانات من كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam) التي التقطت صورا عند سبعة أطوال موجية مختلفة، مع قراءات أكثر دقة من مطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRSpec). وقد مكنهم هذا الدمج الفريد من قياس سطوع الجسم وتقدير عمره ودرجة حرارته بدقة غير مسبوقة.
وأظهرت النتائج احتمالين رئيسيين، كلاهما مثير للدهشة. فإذا كان 'كابوتاورو' مجرة مبكرة، فهو أقدم بمائتي مليون سنة من الرقم القياسي السابق لأقدم مجرة معروفة، كما أنه يتمتع بحجم هائل تصل كتلته إلى أكثر من مليار كتلة شمسية.
أما إذا كان قزما بنيا، فإنه سيكون أبرد وأبعد نجم فاشل يتم اكتشافه في مجرتنا، ما يمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة تكون مجرة درب التبانة.
ويعلق محمد لطيف، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة الإمارات العربية المتحدة: 'يمثل كابوتاورو أحد أكثر الاكتشافات إرباكا حتى الآن، فهو يدفع حدود معرفتنا إلى أقصى مدياتها، بغض النظر عن التفسير الذي نتبناه'.
ويؤكد العلماء أن كلا السيناريوهين يتحدى المفاهيم السائدة حول تكون المجرات وتطورها، ما يجعله اكتشافا مهما بغض النظر عن هوية 'كابوتاورو' النهائية. ويخطط الفريق حاليا للحصول على مزيد من بيانات الرصد من تلسكوب جيمس ويب لحل هذا اللغز الفلكي الفريد.
لايف ساينس












































