مشروع البلوي لاكتشاف العدائين يصطدم بحواجز عديدة

عمان - يطارد المدرب الوطني لألعاب القوى عطا البلوي، مشروعه الحلم، بالتنقيب عن الخامات في المسافات الطويلة والمتوسطة، في مناطق الضليل والخالدية والحلابات، والتي قدم منها خيرة نجوم المنتخب الوطني.

وتحت إشراف البلوي، برز شريف العطاونة في 3000 م و5000 م و1500 م، صاحب ذهبية آسيا والمتأهل ناشئا لمسافة 3000م بزمن 8.34 د،عن جدارة واستحقاق إلى بطولة العالم للعالم للناشئين، والمتوج بعديد الميداليات الذهبية العربية والإقليمية، كما شارك فريق الرجال بالظفر بفضية الفرق في البطولة العربية لاختراق الضاحية.

ولم يتوقف نتاج البلوي عند ذلك، حيث يجهّز ما يزيد على 30 واعدا في نادي الضليل، وقدم منهم الأبطال إلى ألقاب بطولة اختراق الضاحية المفتوحة، ومنهم من انضم إلى صفوف المنتخب الوطني للناشئين والشباب مثل عمر جمعة النجار، رائد محمد سليم، جازي الصوفي، عبدالرحمن عنبر، أحمد عبدالحميد، بلال فايز، علاء أبو محارب، نور موسى، مسلم فايز، والذين شاركوا في منافسات الناشئين والشباب والرجال في بطولة الضاحية العربية مؤخرا.

وما يزال البلوي ينقب عن الخامات، وينظر نحو تحقيق حلم، وإن كان يجد ضالته في نادي الضليل الذي يدرب فيه حاليا، إلا أن شح الإمكانات وغياب الداعمين يكبل خطواته بالاحباط.

وعن مشروعه في ألعاب القوى، يقول البلوي: 'يتلخص مشروعي، في البحث عن الخامات في أرض الضليل، الخالدية، والحلابات، لصقل موهبتهم في المسافات الطويلة والمتوسطة، وأرغب بزيارة كل مدرسة فيها بمراحلها الدنيا والأساسية، بالتنسيق مع مدرسي التربية الرياضية، والذين كنت زميلا لهم، واختبر المواهب لأحصل على ما يزيد عن 50 لاعبا ولاعبة ضمن فئة 12 سنة'.

وتابع: 'بعد ذلك سأضع برنامجا تدريبيا لهم، وأراقب الأميز منهم، مع إجراء الاختبارات الدورية، لأحصل على ما يقارب 10 عدائين في أكاديمية تدريبية، على غرار مشاهداتي في المغرب والجزائر، مع تلقي الدعم الحكومي، وتعنى الأكاديمية بصناعة الأبطال ضمن خطط تدريبية حديثة، وبرامج تغذية، ومعسكرات ولقاءات احتكاكية، وأنا أضمن بأن أقدم أبطالا إلى المنتخبات الوطنية، لديهم القدرة على جلب الإنجازات العربية والإقليمية والقارية، وبمزيد من الاهتمام وتوفير الامكانات المالية للمشروع، أجزم بأننا سيكون لدينا أبطال عالميون وأولمبيون بأرقام تأهيلية'.

وأضاف: 'كان لدينا أبطال كثيرون تحت إشرافي وغيري من زملائي المدربين من الجنسين، لكن قلة الدعم ومشاكل اللعبة أبعدتهم، وأثرت على مستوياتهم، ولعل البطل شريف العلاونة الذي كان منطلقا كالصاروخ، ناشئا وشابا، ولحقنا به على مستوى الرجال بعد أن قاده الإحباط إلى الاعتزال، خير دليل على ذلك'.

وحول المصاعب التي تحول بينه ومشروعه الحلم في ألعاب القوى، رد البلوي: 'تتلخص المعضلة الأولى في شح الإمكانات المالية، وغياب الداعمين، رغم أنني اجتهدت ومن خلال نادي الضليل الذي يعاني كغيره من الأندية الرياضية من الأزمة المالية الخانقة، لكن لم يكتب للمشروع النجاح، رغم أن لي تجربة بهذا الخصوص، عندما فرغني رئيس اتحاد اللعبة السابق سعد حياصات، في مركز للواعدين في الضليل لمدة عامين، ووفر الدعم والرعاية والاهتمام، وقدمنا حينها خيرة المواهب للمنتخبات الوطنية في المسافات الطويلة والمتوسطة والضاحية، كان منهم 3 لاعبين ضمن المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة العالم لاختراق الضاحية في عمان'.

وأردف قائلا: 'أطارد مشروعي الحلم رغم ما يلازمني من إحباط وشعور اليأس الذي تملكني وأشعر أنني أحفر بالصخر، ما دفعني مرارا إلى اعتزال التدريب، أريد مشروعا دائما في اكتشاف وصقل المواهب لصالح المنتخبات الوطنية وأم الألعاب، لا تجمعات وتدريبات مع اقتراب البطولات، وأشعر بالخجل حين لا أستطيع توفير مسلتزمات وتجهيزات الواعدين، وبدل تنقلاتهم وتدريباتهم وتغذيتهم، وإن كنت أصرف من جيبي الخاص في بعض الأحيان، وأنقل اللاعبين في سيارتي الخاصة أحيانا، وبحثت عن تأمين عمل إضافي لتوفير مستلزمات مشروعي البسيطة، وطرقت أبواب الداعمين دون جدوى، وأفكر حالياً بطرحه على إدارة اللجنة المؤقتة لاتحاد ألعاب القوى من خلال أمين السر د. رائع خريسات، خاصة وأن اللجنة الأولمبية لا تصرف ميزانية مالية للاتحادات الرياضية كما السابق، وإنما تطلب مشاريع قابلة للتنفيذ وتمولها'.