اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٤ أيلول ٢٠٢٥
الخذلان العربي وراء الانكسار الفلسطيني
سلام العكور
في خطوة دبلوماسية تعكس تحولا لافتا في الموقف الأوروبي ، أعلنت الخارجية البلجيكية ان البلاد ستعترف بالدولة الفلسطينية في نيويورك الشهر الجاري ، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأكدت أنها ستفرض عقوبات صارمة على إسرائيل .
بلجيكا ليست الأولى في هذا المسار، فقد سبقتها دول غربية عدة ، أبرزها فرنسا ، بريطانيا ، استراليا، وكندا ،في رد مباشر على الانتهاكات المتصاعدة التي ترتكبها إسرائيل على أرض فلسطين الطاهرة، ومخالفتها الواضحة للقانون الدولي .
ووفق تقارير أممية ، لم تقتصر الانتهاكات على القصف المستمر الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ، بل شملت استخدام سلاح التجويع كأداة حرب ضمن سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي .اغلاق المعابر لأشهر ، ومنع دخول الغذاء والدواء ،ومستلزمات الحياة الأساسية ، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود دفع الأمم المتحدة لاعلان مجاعة حقيقية في غزة ، في الوقت الذي يحاول نتنياهو وشريكه الأمريكي التنصل من جرائمهم عبر اتهام جهات أخرى بريئة .
ولم تكتف إدارة واشنطن بمد صديقتها الوفية اسرائيل بالمال والسلاح ، بل وقفت دائما في وجه كل من حاول الحد من إراقة المزيد من الدم الفلسطيني باستخدام سلاح ' الفيتو' ، واليوم بعد ان سارعت دول غربية عديدة لتجريم إسرائيل على افعالها في محاولة لاستعادة حقوقها ، تمنع الولايات المتحدة ممثلي السلطة الفلسطينية من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي ستعقد في مقر الامم المتحدة بنيويورك ،في خطوة تعكس حقيقة ان امريكا تخوض حرب اسرائيل بالوكالة، وتكشف من جديد شراكتها الفعلية عسكريا ودبلوماسيا وقانونيا في حرب الابادة والتجويع والتهجير والحيلولة دون ولادة الدولة الفلسطينية ..
التوسع الاستيطاني ، ومصادرة الأراضي في الضفة الفلسطينية ، يؤكد جدية نتنياهو في خططه التوسعية ،ويكشف عن اطماعه في ' إسرائيل الكبرى ' ، كل هذه المحاولات البائسة تهدف لدفع الشعب الفلسطيني للتخلي عن أرضه ، لكن هذا لن يحدث في حضرة شعب يرفض الانكسار ، ويستمر في نضاله ، متمسكا بأرضه التي لن يغادرها ، فاما أن يعيش فوقها او تحتها .
وفي المقابل يقف الرسميون العرب عاجزين تماما ،ومكتفين ببيانات خجولة لا تقدم ولا تؤخر، متمسكين باتفاقيات وعهود يخرقها الصهيوني صباح مشاء ، بينما تتجه دول غربية لدعم الحق الفلسطيني على المنابر الدولية ، في مشهد يعد إهانة سياسية واخلاقية غير مسبوقة للعرب قبل غيرهم .
الانكسار الحقيقي الذي يعيشه الفلسطينيون ، لم يكن سببه فقط الموت جوعا و عطشا و قصفا وحصارا وتهجيرا ، بل الخيانة و الخذلان من أولئك الذين يشاركونهم الدم والهوية الدينية والمصير .
' والخير قادم ' ..