اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية : - تكاد قتامة المشهد الذي تركته آلة الحرب الإسرائيلية على غزة يشل جميع مناحي الحياة دون أن ينجو من فتكها أحد، فلا ترحم صرخات الأطفال الرضع والطاعنين في السن، ولا حتى الأرامل أو الأيتام الذين أنهكتهم حرب طال أمدها.
الفتى محمود العبسي (16 عاما)، أنهت قذيفة هوت قرب منزل ذويه وجيرانه أحلامه بعد أن خرج مصابا منها، أما الطفل محمد أبو حسين (5 أعوام) فلم يكن أحسن حالاً حيث حُرم من أبسط حقوق الطفولة بسبب الجوع والعطش وانتظار مصيره المجهول، فيما فقد بلال سعيد الحركة بعد إصابة مباشرة في الدماغ أقعدته طريح الفراش.
ومع وصول هؤلاء الأطفال أرض الأردن، شعروا، رغم ثقل المعاناة، بفرح غامر يضمد جروحهم لعلهم ينسون مشاهد الدمار والقصف الذي ملأ قلوبهم وذاكرتهم ليلاً ونهاراً.
23 حالة دخلت الأردن كتب الله لهم النجاة من جحيم الموت حاملين في صدورهم ألَما لا يمحوه إلا التسلح بالإيمان واليقين بالله أن الفرج قريب، والأمل في أن تنبت الورود بين بساتين الأشواك.
يروي عدد من هؤلاء الأطفال تفاصيل رحلتهم الأليمة التي بدأت حالكة؛ إما بألم أو فقدان أهل أو قريب، لكن يدا حنونة على سرير نظيف وابتسامة من بواسل الجيش الأردني الذين استقبلوهم، كانت بلسم شفاء لجروحهم المثخنة بجحيم كانوا يواجهونه صباح مساء.
وكعادتها دائما، كما في جميع مواقعها في مختلف أرجاء العالم تداوي جروح المكلومين وتنثر الأمل بين المحرومين، في صورة إنسانية تعلمتها في مدرسة الهواشم، استقبلت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أمس الأربعاء، الدفعة السادسة من أطفال قطاع غزة ضمن الممر الطبي لاستكمال رحلة العلاج في مستشفيات المملكة.
وضمت هذه الدفعة 23 طفلا برفقة 46 مرافقا من ذويهم ضمن الجهود الإنسانية التي يقودها الأردن بتوجيهات ملكية سامية لدعم الأشقاء في قطاع غزة منذ مطلع آذار الماضي؛ تأكيدا لدور الأردن الثابت في دعم الأهل والأشقاء في قطاع غزة، وبالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
وبلغ العدد الإجمالي للأطفال المرضى الذين استقبلهم الأردن في رحلة العلاج منذ انطلاق المبادرة 77 طفلا، إلى جانب 169 من ذويهم نقلوا برا وجوا وفقا لأعلى درجات الرعاية الطبية.