اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
لا مكان في الأردن إلا لمن يخدمه بإخلاص.. ولا مقعد يُهدى، فالمسؤولية تكليف لا تشريفهكذا يرسم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملامح الدولة التي يحلم بها، دولة لا تتكئ على الأسماء، بل تنهض على الأفعال. دولة ترتقي بالجهد، لا بالوراثة؛ وتسمو بالكفاءة، لا بالمجاملات.لكن الواقع أحيانًا يُشاكس الحلم، ويبدو السقف العالي في بعض الزوايا محتكرًا،لا يُفتح إلا بمفتاح العلاقات أو بقلم وُرِث لا يُكتب به إلا اسم العائلة.في بلادي، لا تحتاج إلى سلّمٍ كي تبلغ السقف العالي...فالسقوف تأتيك إن صلّيت مع من يصلّون، لا لله، بل للكاميرات وعيون الدولة...وتُفتح لك الأبواب إن قدّمتَ ولاءك على طبق 'منسف'،ووضعتَ كفاءتك في جيبٍ خلفي، لا يُرى ولا يُعتدّ به.في بلادي، إن أردتَ وظيفة رفيعة، فامشِ خلف وليمةٍ سياسية،أو كن معارضًا 'مدروسًا'، تُزيَّن به واجهة التنوع،ويُستدعى عند الحاجة لتجميل الصورة، لا لتغيير الواقع.أو ربما لا تحتاج سوى لقبٍ من سطرين:'ابن الوزير' أو 'ابن المدير'... فكل شيء يُورّث، حتى المناصب!هل سأل أحدكم عن الكفاءة؟عن شهادة تذوب حبرًا في انتظار من يقرأها؟عن سيرةٍ ذاتيةٍ أكلها الغبار في أدراج الخدمة المدنية؟أم أن الكفاءة وحدها، في بلادنا، بلا سند... مجرد حُلمٍ مثقوب؟يا أصحاب القرار، يا من تصنعون السقوف،هل جربتم أن تفتحوا الباب لشخصٍ لم يُدعَ إلى عزيمة؟لم يصفق في مهرجان، ولم يحمل مظلة الوراثة؟هل جربتم مرةً واحدة أن تختاروا بناءً على 'من هو الأجدر'؟لا 'من هو الأقرب'، أو 'من هو ابن من'؟آن لهذا الوطن أن يعلو بسقوف تصنعها العقول،لا المجاملات.أن تُضاء فيه الوزارات بنور الكفاءة،لا بشرر العلاقات.فالفكر وحده، لا يحتاج واسطة كي يعلو، هو واسطته.والحق في جوهره لا يُنصّب، بل يُكتشف، كما تُكتشف الجواهر في أعماق التراب لا على رفوف البروتوكول.وما المناصب إلا كراسي مؤقتة، لا يثبت فوقها إلا من ثبّت جذوره في الأرض لا في جيب أحد.ربما لن يأتي ذلك اليوم بسهولة،لكن حين تصبح الفكرة أعظم من صاحب القرار،وحين يُعامل الحالمون كصُنّاع لا كخطر،حينها فقط... سيرتفع السقف، لا بمن صعدوا،بل بمن رفعوا الوطن من تحت الركام.
لا مكان في الأردن إلا لمن يخدمه بإخلاص.. ولا مقعد يُهدى، فالمسؤولية تكليف لا تشريف
هكذا يرسم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملامح الدولة التي يحلم بها، دولة لا تتكئ على الأسماء، بل تنهض على الأفعال. دولة ترتقي بالجهد، لا بالوراثة؛ وتسمو بالكفاءة، لا بالمجاملات.
لكن الواقع أحيانًا يُشاكس الحلم، ويبدو السقف العالي في بعض الزوايا محتكرًا،
لا يُفتح إلا بمفتاح العلاقات أو بقلم وُرِث لا يُكتب به إلا اسم العائلة.
في بلادي، لا تحتاج إلى سلّمٍ كي تبلغ السقف العالي...
فالسقوف تأتيك إن صلّيت مع من يصلّون، لا لله، بل للكاميرات وعيون الدولة...
وتُفتح لك الأبواب إن قدّمتَ ولاءك على طبق 'منسف'،
ووضعتَ كفاءتك في جيبٍ خلفي، لا يُرى ولا يُعتدّ به.
في بلادي، إن أردتَ وظيفة رفيعة، فامشِ خلف وليمةٍ سياسية،
أو كن معارضًا 'مدروسًا'، تُزيَّن به واجهة التنوع،
ويُستدعى عند الحاجة لتجميل الصورة، لا لتغيير الواقع.
أو ربما لا تحتاج سوى لقبٍ من سطرين:
'ابن الوزير' أو 'ابن المدير'... فكل شيء يُورّث، حتى المناصب!
هل سأل أحدكم عن الكفاءة؟
عن شهادة تذوب حبرًا في انتظار من يقرأها؟
عن سيرةٍ ذاتيةٍ أكلها الغبار في أدراج الخدمة المدنية؟
أم أن الكفاءة وحدها، في بلادنا، بلا سند... مجرد حُلمٍ مثقوب؟
يا أصحاب القرار، يا من تصنعون السقوف،
هل جربتم أن تفتحوا الباب لشخصٍ لم يُدعَ إلى عزيمة؟
لم يصفق في مهرجان، ولم يحمل مظلة الوراثة؟
هل جربتم مرةً واحدة أن تختاروا بناءً على 'من هو الأجدر'؟
لا 'من هو الأقرب'، أو 'من هو ابن من'؟
آن لهذا الوطن أن يعلو بسقوف تصنعها العقول،
لا المجاملات.
أن تُضاء فيه الوزارات بنور الكفاءة،
لا بشرر العلاقات.
فالفكر وحده، لا يحتاج واسطة كي يعلو، هو واسطته.
والحق في جوهره لا يُنصّب، بل يُكتشف، كما تُكتشف الجواهر في أعماق التراب لا على رفوف البروتوكول.
وما المناصب إلا كراسي مؤقتة، لا يثبت فوقها إلا من ثبّت جذوره في الأرض لا في جيب أحد.
ربما لن يأتي ذلك اليوم بسهولة،
لكن حين تصبح الفكرة أعظم من صاحب القرار،
وحين يُعامل الحالمون كصُنّاع لا كخطر،
حينها فقط... سيرتفع السقف، لا بمن صعدوا،
بل بمن رفعوا الوطن من تحت الركام.