اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
في قلب مسيرة النهضة التعليمية في الأردن، تقف المرأة الأردنية شامخة، ركيزة أساسية ومحورًا فاعلًا في بناء مستقبل التعليم وتطويره. فقد أثبتت المرأة، عبر عقود من الزمن، أنها ليست مجرد شريكة في العملية التعليمية، بل قائدة ملهمة تضيء دروب المعرفة، من مقاعد الدراسة إلى قاعات المحاضرات، ومن فصول رياض الأطفال إلى مواقع صنع القرار التربوي، لترسم بصمتها العميقة في كل ركن من أركان هذا القطاع الحيوي. لقد حملت المعلمة الأردنية رسالة التعليم بقلب نابض بالإيمان والعطاء، وقدمت جيلاً بعد جيل من المتعلمين والمبدعين، مزروعة فيهم القيم الوطنية والأخلاقية والعلمية. كما لعبت المرأة دورًا محوريًا في إعادة تشكيل المناهج التعليمية لتكون أكثر شمولية وارتباطًا بواقع مجتمعنا وطموحاته المستقبلية.ولا يمكن أن نغفل الدور القيادي الذي تسهم به المرأة في حقل التعليم، فقد شغلت مناصب إدارية وأكاديمية بارزة، وأسهمت في صياغة السياسات والاستراتيجيات التربوية، وكانت نموذجًا حيًا للالتزام والكفاءة والابتكار. واليوم، مع تسارع التحولات الرقمية والتكنولوجية، تواصل المرأة الأردنية الريادة في ميادين التعليم الرقمي والتقني، مسهمة في إحداث نقلة نوعية تواكب متطلبات العصر وتعزز فرص التعلم المتكافئ والشامل.إن تمكين المرأة في التعليم ليس خيارًا بل ضرورة وطنية تحتمها تحديات الحاضر ورهانات المستقبل. فبتمكينها، نعزز جودة التعليم، ونرسّخ قيم العدالة والمساواة، ونبني جيلًا قادرًا على صنع الفرق والتغيير.يشرفني أن اكون اليوم في هذه الجلسة الحوارية التي تجمعنا على مائدة الفكر، لنستلهم من تاريخنا العريق وننظر بعيون المستقبل إلى الدور المحوري للمرأة في التعليمدعوني أبدأ بسرد قصة ملهمة من تاريخنا الأردني، قصة رائدة التعليم النسائي في الأردن، السيدة زينب علي أبو غنيمة. وُلدت في إربد عام 1905 في زمن كانت المدارس مغلقة على الفتيات، وكانت الطريق إلى العلم محفوفة بالصعاب، لكنها نشأت في بيت يؤمن بقيمة المعرفة. تعلمت في المنزل، وسافرت إلى دمشق لتكمل دراستها الثانوية، وتخرجت عام 1921 من مدرسة 'البيمارستان'. لكن الأكثر تأثيرًا أنها عادت لتعلم وتكون أول امرأة أردنية تمارس مهنة التعليم الثانوي، لتقول لطالباتها: أنتن لستن أقل قدرة أو طموحًا، بل أنتن صانعات المستقبل.عملت زينب في عمان وإربد، وعادت مديرة لمدرسة إناث إربد بعد استكمال دراستها، وظلت في ميدان التعليم حتى عام 1960. وقد كرّمها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بوسام التربية من الدرجة الأولى عام 1973، اعترافًا بريادتها وجهودها.كانت زينب أبو غنيمة رمزًا لكسر الحواجز المجتمعية، وبرهانًا على قدرة المرأة الأردنية على القيادة والريادة التربوية. ومنذ ذلك الحين، تعاظم دور المرأة في التعليم، ليس كمستفيدة فحسب، بل كمنتجة للمعرفة وقائدة في صناعة المستقبل.واليوم، تشكل المرأة الأردنية نسبة كبيرة من الكوادر التعليمية في المدارس والجامعات، تقود مؤسسات، ترأس أقسامًا أكاديمية، تشارك في صنع السياسات، وتقوم بأبحاث رصينة في أرقى المؤسسات التعليمية.لكن الأمر يتعدى الأرقام، فدورها الحقيقي هو التحول في المفهوم، فالمرأة لم تعد عنصرًا مساعدًا في المنظومة التعليمية، بل شريكًا رئيسيًا في التفكير والإدارة وبناء التغيير.إن تمكين المرأة يبدأ من التعليم وينتهي إليه، فالمرأة المتعلمة تربي أجيالًا مثقفة، تبني أسرًا منتجة، وتسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وعدالة.رسالتي إليكم، شباب الجامعات، أنتم لستم مجرد طلاب علم، بل أنتم صانعو وعي جديد. تحملون مسؤولية نشر ثقافة التمكين والمساواة، واحترام دور المرأة في التعليم وفي كل مجالات الحياة. ادعموا زميلاتكم، آمنوا بقدراتهن، وناقشوا الأفكار لا الأشخاص. كونوا منفتحين على التجربة والمعرفة، مهما كان مصدرها أو جنس من قدمها.وخاتمة حديثي هي رسالة من قصة زينب أبو غنيمة:إذا أُتيحت المرأة الفرصة، فإنها لا تنجح فقط، بل تصنع الفارق، وتترك أثرًا لا يُمحى، وتغيّر التاريخ.وأنتم، الجيل الجديد، مسؤول عن فتح هذه الفرص، ومواصلة هذا الإرث العظيم.فلنعمل معًا على بناء وطن لا يفرق بين طموح رجل وطموح امرأة، وطن يؤمن بأن الكرامة والفرص والقدرة على التغيير هي حق للجميع.
في قلب مسيرة النهضة التعليمية في الأردن، تقف المرأة الأردنية شامخة، ركيزة أساسية ومحورًا فاعلًا في بناء مستقبل التعليم وتطويره. فقد أثبتت المرأة، عبر عقود من الزمن، أنها ليست مجرد شريكة في العملية التعليمية، بل قائدة ملهمة تضيء دروب المعرفة، من مقاعد الدراسة إلى قاعات المحاضرات، ومن فصول رياض الأطفال إلى مواقع صنع القرار التربوي، لترسم بصمتها العميقة في كل ركن من أركان هذا القطاع الحيوي.
لقد حملت المعلمة الأردنية رسالة التعليم بقلب نابض بالإيمان والعطاء، وقدمت جيلاً بعد جيل من المتعلمين والمبدعين، مزروعة فيهم القيم الوطنية والأخلاقية والعلمية. كما لعبت المرأة دورًا محوريًا في إعادة تشكيل المناهج التعليمية لتكون أكثر شمولية وارتباطًا بواقع مجتمعنا وطموحاته المستقبلية.
ولا يمكن أن نغفل الدور القيادي الذي تسهم به المرأة في حقل التعليم، فقد شغلت مناصب إدارية وأكاديمية بارزة، وأسهمت في صياغة السياسات والاستراتيجيات التربوية، وكانت نموذجًا حيًا للالتزام والكفاءة والابتكار. واليوم، مع تسارع التحولات الرقمية والتكنولوجية، تواصل المرأة الأردنية الريادة في ميادين التعليم الرقمي والتقني، مسهمة في إحداث نقلة نوعية تواكب متطلبات العصر وتعزز فرص التعلم المتكافئ والشامل.
إن تمكين المرأة في التعليم ليس خيارًا بل ضرورة وطنية تحتمها تحديات الحاضر ورهانات المستقبل. فبتمكينها، نعزز جودة التعليم، ونرسّخ قيم العدالة والمساواة، ونبني جيلًا قادرًا على صنع الفرق والتغيير.
يشرفني أن اكون اليوم في هذه الجلسة الحوارية التي تجمعنا على مائدة الفكر، لنستلهم من تاريخنا العريق وننظر بعيون المستقبل إلى الدور المحوري للمرأة في التعليم
دعوني أبدأ بسرد قصة ملهمة من تاريخنا الأردني، قصة رائدة التعليم النسائي في الأردن، السيدة زينب علي أبو غنيمة. وُلدت في إربد عام 1905 في زمن كانت المدارس مغلقة على الفتيات، وكانت الطريق إلى العلم محفوفة بالصعاب، لكنها نشأت في بيت يؤمن بقيمة المعرفة. تعلمت في المنزل، وسافرت إلى دمشق لتكمل دراستها الثانوية، وتخرجت عام 1921 من مدرسة 'البيمارستان'. لكن الأكثر تأثيرًا أنها عادت لتعلم وتكون أول امرأة أردنية تمارس مهنة التعليم الثانوي، لتقول لطالباتها: أنتن لستن أقل قدرة أو طموحًا، بل أنتن صانعات المستقبل.
عملت زينب في عمان وإربد، وعادت مديرة لمدرسة إناث إربد بعد استكمال دراستها، وظلت في ميدان التعليم حتى عام 1960. وقد كرّمها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بوسام التربية من الدرجة الأولى عام 1973، اعترافًا بريادتها وجهودها.
كانت زينب أبو غنيمة رمزًا لكسر الحواجز المجتمعية، وبرهانًا على قدرة المرأة الأردنية على القيادة والريادة التربوية. ومنذ ذلك الحين، تعاظم دور المرأة في التعليم، ليس كمستفيدة فحسب، بل كمنتجة للمعرفة وقائدة في صناعة المستقبل.
واليوم، تشكل المرأة الأردنية نسبة كبيرة من الكوادر التعليمية في المدارس والجامعات، تقود مؤسسات، ترأس أقسامًا أكاديمية، تشارك في صنع السياسات، وتقوم بأبحاث رصينة في أرقى المؤسسات التعليمية.
لكن الأمر يتعدى الأرقام، فدورها الحقيقي هو التحول في المفهوم، فالمرأة لم تعد عنصرًا مساعدًا في المنظومة التعليمية، بل شريكًا رئيسيًا في التفكير والإدارة وبناء التغيير.
إن تمكين المرأة يبدأ من التعليم وينتهي إليه، فالمرأة المتعلمة تربي أجيالًا مثقفة، تبني أسرًا منتجة، وتسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وعدالة.
رسالتي إليكم، شباب الجامعات، أنتم لستم مجرد طلاب علم، بل أنتم صانعو وعي جديد. تحملون مسؤولية نشر ثقافة التمكين والمساواة، واحترام دور المرأة في التعليم وفي كل مجالات الحياة. ادعموا زميلاتكم، آمنوا بقدراتهن، وناقشوا الأفكار لا الأشخاص. كونوا منفتحين على التجربة والمعرفة، مهما كان مصدرها أو جنس من قدمها.
وخاتمة حديثي هي رسالة من قصة زينب أبو غنيمة:
إذا أُتيحت المرأة الفرصة، فإنها لا تنجح فقط، بل تصنع الفارق، وتترك أثرًا لا يُمحى، وتغيّر التاريخ.
وأنتم، الجيل الجديد، مسؤول عن فتح هذه الفرص، ومواصلة هذا الإرث العظيم.
فلنعمل معًا على بناء وطن لا يفرق بين طموح رجل وطموح امرأة، وطن يؤمن بأن الكرامة والفرص والقدرة على التغيير هي حق للجميع.