اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
السوسنة - تُعدّ البقع الزرقاء على الجلد، أو ما يُعرف بالكدمات، من الحالات الجلدية الشائعة التي تظهر نتيجة لتلف الأوعية الدموية الدقيقة تحت سطح الجلد، وقد تنجم في الغالب عن التعرض لصدمة مباشرة أو ضغط جسدي، فيما قد تظهر في بعض الأحيان دون أسباب واضحة. وتتنوع أسبابها ودرجات خطورتها بحسب الحالة العامة للفرد، كما تختلف طرق التعامل معها بين العلاج المنزلي والمتابعة الطبية.
ويُشير موقع 'مايو كلينك' الطبي إلى أنّ أبرز العوامل المسببة لهذه البقع تشمل التعرض لضربات أو اصطدامات تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية الصغيرة، بالإضافة إلى التقدم في العمر الذي يجعل الجلد أكثر رقّة وهشاشة. كما تؤثر بعض أنواع الأدوية، لا سيما المضادة للتجلط، في تسهيل حدوث النزيف الداخلي، وهو ما يزيد من احتمالات ظهور تلك الكدمات.
ويرتبط نقص بعض الفيتامينات، مثل فيتامين C وفيتامين K، بضعف الأوعية الدموية، ما يجعل البشرة أكثر عرضة لهذه البقع. كما يُعتبر وجود الأمراض المزمنة، كأمراض الكبد أو اضطرابات التجلط الوراثية مثل الهيموفيليا أو مرض فون ويلبراند، من العوامل التي ترفع احتمالية حدوث نزيف داخلي يظهر على شكل بقع زرقاء.
ويشير اختصاصيون إلى أنّ العوامل الوراثية تلعب كذلك دورًا في الإصابة بالكدمات، حيث يُلاحظ أنّ بعض الأفراد أكثر عرضة لظهورها مقارنة بغيرهم، نتيجة لعوامل متعلقة ببنية الجلد ومتانة الشعيرات الدموية.
وتتنوع أنواع البقع الزرقاء على الجلد بحسب درجة الإصابة، إذ تُصنّف الكدمات السطحية ضمن الحالات الطفيفة التي تحدث نتيجة لضغط خفيف أو شد متكرر مثل ارتداء الملابس الضيقة، بينما تُعدّ الكدمات العميقة ناتجة عن صدمات قوية تمس الأنسجة الداخلية أو العضلية، وتكون أكثر وضوحًا من حيث الحجم والعمق. كما تظهر النمشات الدموية نتيجة لنزيف صغير في الأوعية الدقيقة، وتُعتبر أحيانًا مؤشراً لمشاكل في الصفائح الدموية، في حين ترتبط البقع الكبدية بمشكلات وظيفية في الكبد تؤثر على قدرة الجسم على التجلط بشكل طبيعي.
ويُحذر خبراء الصحة من تجاهل هذه البقع إذا ظهرت بشكل متكرر دون سبب واضح أو صاحبها تورّم وألم شديد، ويؤكدون ضرورة مراجعة الطبيب في حال استمرارها لأكثر من أسبوعين دون تغيّر في اللون، أو إذا رافقتها أعراض أخرى مثل الحمى أو نزيف غير مبرر.
ويُلفت موقع 'National Institutes of Health' إلى أهمية مراقبة مراحل تغيّر لون البقعة الزرقاء خلال فترة الشفاء؛ إذ يُفترض أن تبدأ باللون الأزرق، ثم تتحول تدريجيًا إلى الأخضر فالأصفر، ما يدل على تحسن الحالة، أما ثبات اللون دون تغير فقد يكون مؤشرًا على خلل في عملية التجلط.
ويوضح أطباء الجلدية الفرق بين الكدمات العادية الناتجة عن الإصابات اليومية، والتي غالبًا ما تكون غير خطيرة، وبين البقع الزرقاء غير المبررة، والتي قد تشير إلى اضطرابات صحية داخلية وتحتاج إلى تقييم طبي شامل.
وفيما يتعلق بخيارات العلاج، يوصي موقع 'American Academy of Dermatology' بجملة من الإجراءات، تبدأ بالعناية المنزلية التي تشمل الراحة وتجنّب الأنشطة البدنية القاسية، ووضع كمادات الثلج لمدة 20 دقيقة عدة مرات خلال أول 48 ساعة من ظهور الكدمة، مع إمكانية استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول عند الشعور بالانزعاج.
أما في الحالات التي تكون الكدمات غير مبررة أو متكررة، فيُستحسن إجراء فحوصات دم شاملة للتحقق من وظائف الكبد والصفائح الدموية، وقد يصف الطبيب مراهم موضعية لتسريع عملية الشفاء أو مكملات غذائية تحتوي على فيتامينات C وK لتقوية الأوعية الدموية.
وعلى الصعيد الوقائي، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالمعادن والفيتامينات الضرورية لصحة الجلد، وتجنّب الممارسات العنيفة التي قد تسبب إصابات غير مباشرة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة جلدية أو تاريخ مرضي يتعلق بالتجلط.
وتبقى البقع الزرقاء حالة يجب التعامل معها بوعي طبي، كونها في بعض الحالات تكون مؤشراً لحالة صحية أعمق تستوجب الفحص والمتابعة، خصوصًا إذا ما اقترنت بأعراض أخرى غير معتادة.
اقرأ ايضاً: