اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
عمان – السوسنة - قال عدد من المهندسين الزراعيين لـ السوسنة إن زراعة شجرة الزنزلخت، المعروفة أيضًا بأسماء مثل 'الشمسية' و'المظلة' و'السبَح بح'، قرب الأبنية السكنية أو التجارية، تُعد من الأخطاء الشائعة التي قد تترتب عليها أضرار إنشائية خطيرة يصعب معالجتها لاحقًا، موضحين أن هذه الشجرة تمتاز بسرعة نموها وكثافة جذورها، وهو ما يجعلها من أكثر الأشجار تهديدًا للأساسات والهياكل تحت الأرض.
وأكد المهندسون أن جذور الزنزلخت قادرة على الامتداد أفقياً وعمقياً لمسافات كبيرة، حيث يمكن أن تصل إلى عمق 6 أمتار تحت سطح الأرض، ما يسبب انكماشًا في التربة الطينية المحيطة بالمبنى، خاصة في فترات الجفاف، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالهبوط غير المستقر (settlement)، وهو ما يتسبب بحركات في أساسات المبنى قد تؤدي إلى تشققات واضحة في الجدران والأرضيات. وأوضحوا أن تأثير هذه الحركات يكون أشد في المباني القديمة، وخصوصًا تلك التي بنيت قبل خمسينيات القرن الماضي وكانت تعتمد على أسس سطحية.
وفي واقعة أثارت اهتمام المختصين، نقل مواطن للسوسنة أنه قام مؤخرًا بقطع شجرة زنزلخت كانت مزروعة بجانب منزله، إلا أنه فوجئ بعد البدء بإزالتها بحجم الجذور التي اخترقت قاعدة البناء بشكل مدهش، حيث امتدت إلى مناطق عميقة وأدت إلى تهتك في بعض البنى التحتية، وهو ما دفعه لتحذير الجيران من زراعة هذا النوع من الأشجار دون دراسة مسبقة.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الجذور لا تكتفي بإلحاق الضرر بالأساسات فقط، بل قد تمتد أيضًا إلى أنظمة الصرف الصحي وأنابيب المياه، خاصة إذا كانت الأنابيب غير محكمة أو قديمة، إذ يمكن للجذور التسلل من خلالها بسبب الرطوبة والتكثف، مما يؤدي إلى انسدادات كاملة يصعب كشفها إلا بعد فوات الأوان. كما لفتوا إلى أن بعض مظاهر الضرر قد لا تظهر مباشرة، بل تبدأ بتشققات صغيرة قد تتطور لاحقًا إلى مشاكل إنشائية معقدة.
وحذر المهندسون من أن إزالة الأشجار الكبيرة كالزنزلخت دون أخذ الاحتياطات اللازمة قد تؤدي إلى تفاقم الضرر، لأن التربة الطينية بعد فقدان الجذور تصبح قابلة للتمدد من جديد عند امتصاصها للرطوبة، وهو ما قد يتسبب في رفع الأساسات وتشوهات إضافية في البناء. ولهذا شددوا على أهمية تقييم نوع التربة والمسافة بين الشجرة والمبنى، والاعتماد على مهندسين مختصين لتحديد ما إذا كانت الشجرة تمثل خطرًا حقيقيًا على المنشأة.
وفي نهاية حديثهم، نصحوا المواطنين بعدم الانجراف وراء جمال مظهر أشجار الشمسية أو المظلة، فخلف أوراقها الظليلة وجذوعها النحيلة قد تختبئ جذور مدمرة للبنية التحتية، داعين إلى اعتماد بدائل أكثر أمانًا أو زراعتها بعيدًا عن أي بنية قائمة.
أقرأ أيضًا: