اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
يعد كتاب 'ملك وشعب' الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.
وسأتناول هنا في المقال السابع ضمن قراءة كتاب ملك وشعب 'المبادرات الملكية السامية في رعاية المناسبات الوطنية' التي تشمل الإستقلال الوطني، والجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى، وذكرى معركة الكرامة، ويوم الوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، ويوم العمال وغيرها، حيث أن حضور جلالة سيدنا وحرصه على دعم المناسبات الوطنية، يأتي ترسيخا لروح الإنتماء لأردننا الغالي والنهوض بمسيرة البناء الدائم، إيمانا بأن الوطن أكبر منا جميعا، فالإحتفال بالمناسبات الوطنية وكما يوجه جلالة سيدنا يأتي تجسيدا لتاريخ مشرق ومصدرا للعطاء والتقدم، وأن هذه المناسبات التي تشكّل منارات في تاريخنا وإرثا وطنيا نعتز به ونحرص على ترسيخه قي وجدان الشعب الأردني، بإعتباره أحد مكونات الهوية الوطنية الأردنية.
وتشجيعا وتحفيزا للمؤسسات الوطنية المتميزة في أدائها، فقد دأب جلالة سيدنا بتكريم مؤسسات وتكريم كوكبة من رواد العطاء والإنجاز بأوسمة ملكية في ذكرى الاستقلال التي تصادف في الخامس والعشرين من أيار في كل عام، تقديرا من جلالته بأن الإستقلال مسيرة عمل وبناء وإخلاص لا تتوقف، حيث يوجه جلالة سيدنا التهنئة لأبناء وبنات الوطن بقوله 'وأفضل طريقة للإحتفال بالإستقلال هي أن نبني على ما بناه الأباء والاجداد، وان نحقق المزيد من الإنجازات، وأن نستمر برؤيتنا الواضحة نحو الأردن القوب المنيع المزدهر، الأردن الذي ينعم فيه أبناؤنا وأحفادنا بالحرية والأمن والعيش الكريم. إن المساهمة في هذه المسيرة وتحقيق رؤيتنا لأردن المستقبل، هي واجب على كل أبناء وبنات هذا الوطن، كل واحد من موقعه، فالجميع شركاء في هذه المسيرة، وشركاء في مجتمع العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، ونحن كلنا الأردن وكلنا للأردن'.
ومن المؤسسات الوطنية التي حظيت بالتكريم الملكي السامي مركز الحسين للسرطان تقديرا للدور الكبير الذي يقوم به المركز لعلاج مرضى السرطان، والجامعة الأردنية لجهودها المتميزة في مسيرة التعليم منذ تأسيسها عام 1962، وجامعة الأميرة سميه للتكنولوجيا، والمركز الوطني لحقوق الإنسان، والخطوط الجوية الملكية الأردنية الناقل الجوي الوطني للمملكة التي تأسست عام 1963، والهيئة الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي، إضافة إلى العديد من الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي ومؤسسات المجتمع المدني.
وبمناسبة ذكرى معركة الكرامة فقد دأب جلالة سيدنا على تكريم أسر شهداء معركة الكرامة والمصابين العسكريين الذين دافعوا عن تراب الوطن الغالي التي تعتبر محط إهتمام ورعاية جلالة سيدنا المتواصل، حيث أن أحفاد الكرامة الخالدة من أبناء جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية اليقظة الأمينة، سيبقون السادة الأخيار حماة لسياج الوطن المنيع وصمام أمننا الاجتماعي والتربوي والاقتصادي، وهم على الدوام قرة عين الوطن وموضع إعتزاز وثقة جلالة قائدنا الأعلى، يتقدمون الصفوف بكبرياء وصلابة وصمام الأمان والحارس الأمين على حياة الناس والمجتمع، ورجال المهام الصعبة والأزمات يقدّرون الواجب ويتحمّلون المسؤوليات الجسام بضمير وأمانة وتؤدونها بحرفية وإتقان، ويدافعون دائما ببسالة ورجولة وبطولة عن ثوابت الدولة الاردنية وحمايتها من العاديات بإيمان ويقين أن كلّ شيء مهما أشتد من أجل أردن العزم يهون. فبوركت هذه السواعد القوية والزنود الأبيّة، وبوركت تلك الهامات العالية التي لا ولم ولن تنحن الا لله.
ويحرص جلالة سيدنا على الوقوف على احتياجات المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى تقديرا لجهودهم في الدفاع عن الوطن وصون مقدراته، وبما يجسّد الإعتزاز الملكي بجهود انشامى من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حيث وجه جلالة سيدنا لوضع خطة لتطوير المؤسسة الإقتصادية والإجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاريبن القدامى والنهوض بمستواها والإرتقاء بنوعية الخدمات التي تقدمها، وفي هذا الأمر يقول جلالته ' إن الأردن قادر بإذن الله على مواجهة أي تحديات خارجية، وهذا يتطلب الإلتزام الدائم بدعم قواتنا المسلحة وجميع أجهزتنا الامنية، وتمتين جبهتنا الداخلية فهي مصدر قوتنا'. و تقديرا من جلالة سيدنا لرفاق السلاح الذين لم يتوانوا يوما عن خدمة وطنهم، فقد بادر جلالته بالتبرع لدعم صندوق التكافل الخاص بالمؤسسة، ووجه جلالة سيدنا لإعلان يوم الخامس عشر من شهر شباط في كل عام يوما وطنيا للوفاء والإحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذي جاء إدراكا من جلالة سيدنا للدور الكبير الذي تضطلع به قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية في الحفاظ على الثوابت الوطنية، وهنا يقول جلالة سيدنا ' إن تقديرنا لنشامى ونشميات الاجهزة الامنية يأتي في سياق إحتفالات المملكة بيوم الكرامة، الذي يستذكر فيه الأردنيون والعرب دور قواتنا المسلحة الباسلة في هذه المعركة الخالدة، وذكراها الغالية على قلوب ووجدان كل الأردنيين، حين سطّر جيشنا العربي أنصع الصفحات ذودا عن تراب الوطن الطاهر ضد الظلم والعدوان'.
وفي يوم العمال العالمي الذي يصادف الواحد من أيار من كل عام، يشارك جلالة سيدنا مؤسسات الوطن مشيدا بما تحقق من إنجازات موجها بأن الأوطان تبنى وتشتد أعمدتها بسواعد المخلصين الذين يكرسون حياتهم خدمة لوطنهم ورفعته وإزدهاره، ويعبّر جلالة سيدنا دائما عن فخره بالقوى البشرية الأردنية العاملة، وزيارة المصانع وشركات الأدوية مشجّعا وموجّها حيث تعتبر هذه المنشاءات عناوين لمسيرة التقدم من تميّز في العمل وإدراك أهمية الإخلاص في العطاء والمساهمة في دفع مسيرة النهضة والبناء والتحديث، في وقت تستند فيه الرؤية الملكية السامية إلى ضرورة التشاركية بين جميع الجهات المعنية للنهوض بواقع العمل والعمال، وتقديم الرعاية والتمكين للعمال وعطائهم لمضاعفة الإنتاج التي تسهم في توفير فرص العمل المناسبة للشباب الاردني، لأنه بالإعتماد على قدراتنا وتحملنا للمسؤولية سنحقق التطوير والتقدم . وفي لفته ملكية سامية فقد كرّم جلالة سيدنا عمال الوطن تقديرا لدورهم في تعزيز مسيرة البناء والعطاء مقدّرا جهود العمال وتفانيهم وتميزهم بما يمثلونه من إنموذج للمواطنة الصالحة والمساهمة في البنا والإنجاز، ويقول جلالة سيدنا موجها العاملين بقوله' وفي يوم تكريمكم هذا نسعى معكم وبكم إلى مراكمة الإنجاز وإستكمال مسيرة التنمية، التي تسطرون عناوين نجاحها بإرادة صلبة تتحد الصعب ولا تلين في سبيل تحقيق أهدافها النبيلة'.
نعم، إنها الرعاية الملكية السامية للمناسبات الوطنية التي تعزّز الإنتماء الحقيقي للوطن والحفاظ على مقداراته، وهي مبادرات ملكية تعمل ضمن منظومة عمل جادة ومتكاملة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، ضمن جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل، ولنمضي مع قيادتنا الهاشمية الحكيمة لتأخذ هذه المناسبات حيزا كبيرا في وجداننا وضمائرنا لإعلاء شأن أردننا الوطن الأغلى والأبقى، والدفاع عن ثوابته وإنجازاته وللحديث بقية.
• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا
• عضو مجلس أمناء حاليا
• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك جاليا
• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا