اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن آخر العلامات الساعة الكبرى، وأولى آيات قيام الساعة، وهى النار التى تحشر الناس.
وقال إن آخر علامات الساعة الكبرى وأولى آيات قيام الساعة نار تسوق الناس إلى أرض المحشر.
من أين ستخرج النار التى تحشر الناس
وكشف عن أن هذه النار ستخرج من اليمن وسوف تسوق من تبقى على الأرض من شرار الناس إلى أرض المحشر، وقد وردت الأحاديث الشريفة تدل وتؤكد تلك العلامة العظيمة.
الأحاديث التى تدل على آخر علامات الساعة
جاء عن حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله ﷺ : «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» [رواه مسلم] وفي رواية : «نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس» [رواه مسلم] .
وحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : «قال رسول الله ﷺ : ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس» [رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه] .
ومنها حديث أنس -رضي الله عنه- : ﷺ : أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب» [رواه البخاري].
كيف تكون آخر علامات الساعة هى أول أشراطها
وأشار إلى أنه قد يقع للمطلع على تلك النصوص تعارض بين ظاهرها، فقد يسأل سائل كيف تكون النار آخر علامات الساعة، وهي في نفس الوقت أول أشراط الساعة في الحديث الذي رواه البخاري، والجواب عن ذلك : بأنها تؤذن بقيام الساعة فهي أول قبل بدء أهوال يوم القيامة حيث ينهار الكون العلوي والسفلي بعدها بما ذكر في القرآن الكريم، من انشقاق السماء، ومن تكويرها، ومن جمع النجوم، واحتراق البحار، وهد الجبال، قال تعالى : (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) [الانشقاق :1 : 4].
وقال سبحانه : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ) [ التكوير :1 : 14]
وفي شأن الجبال قال سبحانه وتعالى : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف :47]. ويقول سبحانه : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلاَ أَمْتًا) [طه :105 : 107]. ويقول تعالى : (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الجِبَالُ سَيْرًا) [الطور :9 : 10]
فتكون النار التي تخرج من اليمن تسوق الناس إلى أرض المحشر هي بداية ظهور ذلك الدمار الذي يلحق بالكون والذي يحدث على شرار أهل الأرض، وهم الذين تقوم عليهم الساعة.
أين الأرض التى سيحشر الناس فيها
وردت أحاديث صحيحة بأن الأرض التي يحشر الناس فيها، والتي تسوقهم النار إليها هي أرض الشام، ولعل من حكم كون الشام هي أرض المحشر، أنها الأرض التي سيسكنها المؤمنون أتباع المهدي وعيسى عليهما السلام، وأنها بقعة دعا النبي ﷺ لها بالبركة، فقال : «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا» [رواه البخاري].
فضائل بلاد الشام
وردت الأحاديث في عد فضائل الشام والحث على السكنى بها، كما أنها مهبط الأنبياء ومسرى النبي ﷺ ، وقد أشار القرآن أن الشام أرض مباركة، قال تعالى : (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء :81] وكانت الأرض المباركة التي تتحدث عنها الآية هي أرض الشام أو جزء منها. وقال تعالى عن بني إسرائيل : (وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِى بَارَكْنَا فِيهَا) [الأعراف :137]، وذكر ربنا عن إسراء نبيه إلى بيت المقدس ببلاد الشام، فقال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء :1].
ومما ورد في فضلها من أحاديث النبي ﷺ ، أنه ﷺ كان تحدث عن فتن ستقع، فقال له ابن حوالة: لي يا رسول الله. أي : اختر لي إن أدركني ذلك. فقال له ﷺ : «عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، تجتتبي إليها خيرته من عباده. ثم قال: إن الله توكل أو تكفل لي بالشام وأهله» [رواه أبو داود والحاكم في مستدركه]
ومن الأحاديث التي أشارت إلى كون الشام هي أرض المحشر حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : «إنكم محشورون رجالا وركبانا، وتجرون على وجوهكم ها هنا، وأومأ بيده إلى الشام» [رواه الحاكم في المستدرك].
متى يحشر الناس
وبين انا العلماء اختلفوا في: متى يحشر الناس ؟ فذهب بعض العلماء كالبيهقي والغزالي وغيرهما إلى أن هذا الحشر ليس في الدنيا وإنما هو في الآخرة عند الخروج من القبور.
وذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الحشر يكون في الدنيا قبل البعث فيحشر الناس أحياء إلى الشام، وأما الحشر بعد البعث فهو على هيئة مخالفة عن ذلك الحشر قبل القيامة.
هل الحشر قبل قيام الساعة هو نفس الحشر بعد البعث
وقد وردت أحادث تبين أن الحشر قبل قيام الساعة ليس هو نفس الحشر بعد البعث، حيث توجد مظاهر الحياة من البعير والطعام وغير ذلك، وكل هذه المظاهر لن تكون موجودة بعد البعث، من ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا» [رواه البخاري ومسلم].
وبهذا التفصيل تتضح العلامة الثامنة والأخيرة وهي خروج نار من اليمن تسوق الناس إلى محشرهم.
أهمية يوم القيامة
ولعلنا ببيان علامات الساعة قد أكدنا على قضية الإيمان بالغيب، وأكدنا على أهمية يوم القيامة وعظم شأنه، فسبقه بكل هذه العلامات العظيمة يدل على أنه شأن عظيم، فهو يوم الفصل بين العباد، وهو يوم الجزاء، وهو يوم البعث، وهو يوم التغابن، ويوم الصاخة، ويوم النشور، ويوم الحسرة.
وكذلك في حديثنا عن يوم علامات الساعة تأكيد على حرص النبي ﷺ بأمته، واهتمامه بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، واهتمامه بإخبارهم بما يفيدهم من أنباء الغيب، سواء أكان ذلك الغيب في الماضي أم في المستقبل، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : (قام فينا النبي ﷺ مقاماً، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حَفِظَ ذلك مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ) [رواه البخاري].