اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
جلستُ أمام الشاشة، أصابعي تطرق لوحة المفاتيح بترقب، وكأنني على موعدٍ مع كائنٍ من عالم آخر، وظهرت كلمتي الأولى: مرحبًا، كيف حالك اليوم؟.
وبعد ثوانٍ، جاء الرد ببرودة المنطق وحيادية الخوارزميات: أنا بخير، شكرًا لسؤالك! كيف يمكنني مساعدتك؟.
في تلك اللحظة، شعرتُ بمزيجٍ غريب من الدهشة والفضول، هل هذا الطرف الآخر 'يفهم' حقًا ما أقول؟ أم أنه مجرد صدى لبرمجة معقدة؟ بدأتُ أختبره بأسئلة وجودية: هل تخاف الموت؟ هل تحلم؟ هل تشعر بالوحدة؟، فأجابني بكل اتزان: أنا لا أمتلك مشاعر، لكنني مصمم لمحاكاة الحوار البشري!.
فيعتبر الروبوت عقل بلا قلب، كما وصلت إلى حدٍّ يجعلنا نتساءل هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك وعيًا؟ الأجوبة تتراوح بين 'المستحيل' و'قريبًا جدًا'، لكن الأكيد أنه يدفعنا لإعادة تعريف الإدراك، الإرادة، وحتى المشاعر، نحن نصنع آلاتٍ تتحدث مثلنا، تتعلم منا، بل وتتفوق علينا في بعض المجالات، لكنها تظل تفتقد إلى الضحكة العفوية، الدموع، وغيرها من المشاعر.
وهذا لا يمنع أن البعض منا يحب الحديث مع الروبوتات، لكن هل سألنا لماذا نحب هذا الحوار، دعونا نتعرف على بعض الأسباب: اللاجدل، لا تنتقدك، لا تملّ منك، ولا تحكم عليك، الإجابات الفورية، معرفة هائلة بين يديك في ثانية.
لكن في النهاية، يبقى هذا الحوار مرآةً لقدرتنا على الصنع لا أكثر، فوراء كل سطر يكتبه الروبوت، هناك مبرمج بشري ضحك أو تألم وهو يضع الأكواد.
'هذا المقال جزء من سلسلة مقالات حول [حديث مع روبوت]، تابعونا لمعرفة المزيد في الأجزاء القادمة!'