لايف ستايل
موقع كل يوم -ياسمينا
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
تشير الأبحاث العلمية إلى أن المشي المنتظم ليس مجرد نشاط بدني يُحسّن الصحة الجسدية، بل هو أداة فعّالة لتحفيز القدرات العقلية وتعزيز الصحة النفسية.
العقل السليم في الجسم السليم، مقولة اعتدنا على سماعها دون التفكير بأهميتها وضرورة تطبيقها. إن الرياضة واحدة من أهم العادات التي تساعدنا في الحصول على حياة مريحة بعيدة عن التوتر، وهي طريقة مفيدة للتخلص من جميع الضغوط التي نعيشها في حياتنا. وإليكِ جدول المشي لتخفيف الوزن وحرق الدهون والحفاظ على رشاقة الجسم.
كيف يؤثر المشي على الدماغ؟
يؤدي المشي المنتظم إلى تحفيز إفراز هرمونات مهمة تُساهم في تحسين الحالة النفسية والعقلية، ومن أبرزها:
إلى جانب ذلك، يُعزز المشي تدفق الأكسجين إلى الدماغ، ما يُحسّن الأداء العقلي ويُساهم في تقوية المرونة الذهنية والقدرة على مواجهة الضغوط اليومية.
تأثير المشي على اضطرابات المزاج
أثبتت الدراسات أن ممارسة المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا تُخفّض بشكل ملحوظ مستويات القلق والاكتئاب. يُعتبر المشي في بيئات طبيعية، مثل الحدائق والمساحات الخضراء، أكثر فاعلية في تحسين الحالة النفسية مقارنةً بالمشي في الأماكن المغلقة، حيث يُقلل من مستوى هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، ويُعزز الإحساس بالهدوء والراحة النفسية.
كما أشارت دراسة أجراها Bratman et al. (2015) إلى أن المشي في الطبيعة يُقلل من نشاط القشرة الجبهية الفرعية (subgenual prefrontal cortex)، وهي المنطقة المرتبطة بالاجترار الفكري، ما يُساهم في تقليل التفكير السلبي المفرط الذي يُعد سببًا رئيسيًا للقلق والاكتئاب.
ماهو المشي في صمت؟
المشي في صمت محاولة لتحقيق أقصى استفادة من التجول بدون أي عوامل لتشتيت الانتباه، 'فقط أنت والطبيعة'، وفق تعبير باتل. كما أنه أصبح اتجاها يحظى بشعبية متنامية، كشكل من أشكال التأمل المتحرك، الذي يمكن أن يساعد على تقليل التوتر والقلق، والشعور بمزيد من الاسترخاء والثبات واليقظة؛ 'وطريقة مثالية لأخذ استراحة من طوفان المعلومات التي تتدفق باستمرار من المكالمات الهاتفية، ورسائل البريد الإلكتروني وتنبيهات مواقع التواصل؛ وسماعات الأذن، وقوائم الموسيقى'، كما تقول دينيس شاكويان، المدربة الشخصية المعتمدة. وإليكِ تجربتي مع المشي لمدة شهر وعدد الكيلوغرامات التي خسرتها.
ما هي فوائد المشي الهادىء؟
يُقلل التوتر، يعتبر المشي في صمت وصفة لحجب ضجيج العالم وتأملا فريدا يمكن أن يُحقق فوائد عديدة في أقل من 10 دقائق'؛ كما يتعلم المشاركون فيه 'كيفية الحد من التوتر في المجالات المثيرة للقلق، من العمل والأسرة إلى الضغوط المالية، وحتى أخبار التطورات العالمية.
مفيد جدا للصحة العقلية؛ حيث أشارت دراسة لجامعة ميشيغان عام 2014، إلى أن هذا النوع من المشي 'يُعد طريقة أفضل للاسترخاء بعد ضغوط اليوم، مقارنة بطريقة الجلوس بهدوء وأعيننا مغلقة'. كما يعزز مشاعر الرفاهية، ويوفر نوما أفضل، ويساعد على أن نكون حاضرين وأكثر تركيزا على الأحداث من حولنا.
يُخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وفقا لدراسة ميشيغان أيضا.
يُخفف الألم، فبعد إصابتها بنوبة صداع نصفي شديد، لاحظت ليزا مكارتي الناشطة في مجال صحة المرأة تغيرا ملموسا أثناء المشي في صمت؛ 'حيث بدأ الألم يتبدد، والغثيان يخف، وبدأت الحساسية للضوء والصوت تقل'، وعلقت مكارتي قائلة 'لقد كان الصمت في مشيي هو الشيء الوحيد الذي ساعد في تراجع ضغوطي وهمومي وآلامي وإطفاء الضجيج في رأسي، حتى تمكنت من تقليل الصداع النصفي والقضاء عليه تقريبا، فلم يعد مشكلة مزمنة كل شهر، وتغيرت حياتي للأفضل'.
يُحَسّن المزاج، إن المشي في صمت يمكن أن يُحَسّن المزاج 'من خلال الجمع بين حركة الجسم والتعرض للطبيعة، مما يسمح للدماغ بإفراز هرمون الإندورفين بشكل طبيعي؛ وبالتالي إزالة الضغوط واستبدالها بالتفكير الهادئ، لتصفية العقل وجعل أفكارنا أكثر تنظيما وإيجابية'. كما أظهرت الأبحاث أن 'التواصل مع الطبيعة، يقلل من هرمون التوتر (الكورتيزول) وضغط الدم، ويهدئ مزاجنا، ويزيد من الشعور بالرفاهية'.
يُعزز اليقظة الذهنية، إن المشي في صمت 'يمكن أن يساعد في تعزيز اليقظة الذهنية، من خلال الابتعاد عن الضوضاء و'ينمي شعورا بالوعي والتواصل مع البيئة، ويعزز الوضوح العقلي ويقلل من الاجترار أو الأفكار السلبية'، مما يسمح للعقل والجسم بالتركيز على اللحظة الحالية، 'مع الحفاظ على اليقظة والحد من التفكير المفرط والمتكرر الذي يمكن أن يسبب التوتر والقلق'.
كيفية تطبيق المشي في صمت
ارتبط المشي في صمت بممارسات التأمل الواعي، فقد ذكر موقع 'هافبوست' الأميركي أن ممارسة التأمل أثناء المشي 'تسمح للعقل الهادئ والمركّز بأن يصبح جزءا لا يتجزأ من حياتك، سواء كنت تمشي في مكتبك، أو في الحي الذي تسكن فيه بعد العشاء، أو من أجل تحسين اللياقة البدنية'.
ولممارسة هذا المشي بطريقة صحيحة تُحقق الاستفادة المرجوة منه، تقول باتل 'فقط اذهب في نزهة على الأقدام، واختر طريقا، ولا تتحدث إلى أي شخص أو تستمع إلى أي شيء'.
أما الباحثون في جامعة ميشيغان، فيؤكدون على أهمية 'التنفس بعمق وانتظام، والتأمل وإدراك كل خطوة وكل نفس، لتحقيق المشي الواعي في أي مكان'؛ سواء في الطبيعة أو مع آخرين، أو في المكتب بين اجتماعات العمل، أو في ساحة انتظار السيارات في السوبر ماركت. وذلك من خلال 'البدء بالمشي بشكل أبطأ من المعتاد لمدة 5 دقائق تقريبا، مع تركيز النظر إلى الإمام حيث النقطة التي تخطو نحوها قدميك'، مع ملاحظة الإحساس بهما عندما يلامسان الأرض؛ حتى تصل إلى الوتيرة المريحة لك. ثم 'حَوّل انتباهك عن جسمك، وتأمل العالم من حولك، واشعر بدرجة الحرارة واتجاه الريح وتغير الأرض تحت قدميك'، وكلما قفزت إلى ذهنك فكرة، 'اقبلها واعترف بها، ثم اتركها بدون أن تستغرق فيها'؛ كما يمكنك التوقف عن المشي وقتما شئت. وإليكِ فوائد ممارسة الرياضة يوميًا لا تعد ولا تحصى.. تعرفي على أهمها!