اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشف الإعلامي محمد موسى، استنادًا إلى وثائق مسرّبة نشرها موقع 'ويكيليكس'، عن فضيحة مدوية تتعلق بالحكومة الإسرائيلية، التي تضخ مبالغ طائلة تصل إلى 7 آلاف دولار عن كل منشور لمجموعة من المدونين والـ'يوتيوبر' الأميركيين، في إطار حملة ممنهجة لتحسين صورة إسرائيل وسط تصاعد الغضب الدولي من جرائمها في غزة.
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج 'خط أحمر' على قناة الحدث اليوم، أنه وفقًا لتلك الوثائق، فإن أكثر من نصف الموازنة المخصصة، والتي بلغت 900 ألف دولار، تم توجيهها لتجنيد وتدريب ما يزيد عن 12 مدونًا أميركيًا، جميعهم يركزون على إنتاج محتوى داعم للاحتلال وهذه الخطوة، ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع أطلقتها إسرائيل عقب نجاح وزير خارجيتها جدعون ساعر في أواخر 2024 برفع ميزانية النفوذ الخارجي إلى 150 مليون دولار، أي بزيادة عشرين ضعفًا عن السابق.
كما أوضحت الوثائق أن إسرائيل تدفع ما يقارب 1.5 مليون دولار شهريًا للمستشار الرقمي الأميركي براد بارسكيل، المدير السابق للحملة الرقمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإدارة اتصالات استراتيجية قائمة على الذكاء الاصطناعي لإنتاج آلاف الرسائل المؤيدة لتل أبيب.
وأشار موسى إلى أن هذه الفضيحة أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفها ناشطون بأنها 'رشوة علنية' لتزييف الرأي العام الأميركي والتغطية على جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها الاحتلال في غزة والتي دخلت عامها الثالث.
وزاد من حدة الغضب اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مجموعة من 'اليوتيوبر' الأميركيين خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن بين الأسماء التي حضرت: ديبرا ليا، ليزي سافيتسكي، إميلي أوستن، شاي زابو، هانا فولكنر، ذا لاتينوزيونيست، ودانيا أفنر.
وخلال الحوار، عندما سُئل نتنياهو عن كيفية زيادة الدعم لإسرائيل، ردّ قائلاً: 'الحروب تغيرت... السلاح الأهم اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي، وأخطر عملية شراء هي الاستحواذ على منصات مثل تيك توك وإكس (تويتر سابقًا).
ولفت موسى إلى أن ما يحدث ليس مجرد حملة دعاية، بل هو عمل استخباراتي منظم تقوده الوحدة 8200 التابعة للموساد، المعروفة بقدراتها في الاختراقات السيبرانية وجمع المعلومات.
وأضاف أن هذه السياسة باتت علنية، بميزانيات ضخمة، هدفها غسل أدمغة الرأي العام الغربي وحتى بعض المجتمعات العربية، حيث تحولت الحرب من ساحة سرية إلى مواجهة مكشوفة: إسرائيل تشتري 'لايكات' و'منشورات' تمامًا كما تشتري السلاح.
واختتم موسى بالتأكيد أن ملايين الدولارات التي تُنفقها إسرائيل على 'مدونين مأجورين' لن تُغير الحقيقة، فبينما يشاهد العالم صور الضحايا من الشيوخ والنساء والأطفال في غزة، تتراجع مكانة إسرائيل شعبيًا داخل الولايات المتحدة، وأظهرت آخر استطلاعات الرأي أن أغلبية الأميركيين تعارض إرسال مساعدات إضافية لتل أبيب، قائلاً: 'الاحتلال يستطيع شراء منشور... لكنه لن يشتري ضمير العالم'.