اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أوضحت وكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا' وخبراء مختصون أن وفاة رائد فضاء على سطح القمر لا تشبه بأي حال ما يحدث على الأرض؛ إذ لا يطرأ تحلل طبيعي على الجثة بسبب الظروف القاسية، ما يجعلها تتحول إلى ما يشبه 'مومياء قمرية'.
وتشير المحاكاة التي تجريها ناسا إلى أن العوامل البيئية على القمر من انعدام الهواء إلى درجات الحرارة المتطرفة توقف جميع مراحل التحلل البيولوجي تقريبًا.
رائد الفضاء والقائد السابق لمحطة الفضاء الدولية، كريس هادفيلد، كشف أن ناسا تعتمد ما يسمى بـ'محاكاة الوفاة' ضمن برامج التدريب.
ويقول:'إذا مات رائد فضاء أثناء نشاط خارجي، فإن أول خطوة هي إدخاله إلى غرفة معادلة الضغط، وإبقاؤه داخل بدلة الفضاء المضغوطة، لأن التحلل داخل البدلة يحدث بشكل أسرع، ولا نريد انتشار روائح أو غازات ناتجة عن الجثة'.
ويؤكد هادفيلد أن الجثمان يُحفظ في مكان بارد داخل المركبة لتقليل أي مخاطر محتملة على طاقم المهمة.
في حال حدوث وفاة داخل محطة الفضاء الدولية، تُعتمد عدة سيناريوهات محتملة، من بينها:
إعادة الجثمان إلى الأرض مع أول مركبة عائدة.
طرده إلى الفضاء وفق مسار آمن للتخلص منه.
تركه يحترق في الغلاف الجوي خلال الدخول من المدار.
وتعتمد هذه الإجراءات في الغالب على التوجيهات المسبقة التي يتركها الرواد قبل انطلاقهم، وفقًا لموقع IFLScience.
في المهمات طويلة المدى، مثل الرحلات المتوقعة إلى المريخ، تدرس وكالات الفضاء خيارات أكثر تعقيدا، منها:
تجميد الجثة خارج المركبة.
تفتيتها بوساطة ذراع روبوتية لتقليل الوزن والحفاظ على البيئة الداخلية للمركبة.
هذه الطرق، رغم قسوتها، تهدف إلى ضمان سلامة الطاقم وعدم تعريضهم لمخاطر التلوث البيولوجي.
الوضع على القمر أكثر تعقيدا، فخلال النهار القمري قد تبدأ البكتيريا داخل الجثمان عملية تحلل بسيطة، لكن الماء يتبخر بسرعة في الفراغ، فيتوقف التحلل تماما.
أما خلال الليل القمري الطويل — الذي يعادل 14 يومًا على الأرض — تنخفض الحرارة إلى 173 درجة تحت الصفر، ما يؤدي إلى تجميد الجثة بالكامل وتعطيل نشاط البكتيريا، فتتحول تدريجيًا إلى 'مومياء قمرية'.
يتعرض الجسد بعد الموت إلى:
إشعاعات فضائية عالية قد تؤدي إلى تفتت العظام مع مرور الوقت.
فروق حرارية ضخمة بين 127 درجة مئوية نهارًا وناقص 173 ليلًا، ما قد يتسبب في تشقق الجسم بسبب التمدد والانكماش.
وإذا دفن الجثمان تحت سطح القمر، فمن المرجح أن يبقى محفوظ لسنوات طويلة بفضل درجات الحرارة المنخفضة المستمرة.
تشير الدراسات إلى أن الموت في الفضاء يمثل تحديا غير مسبوق لوكالات الفضاء، سواء من حيث السلامة أو الأخلاقيات أو التعامل مع الجثمان.
ولذلك تتمنى ناسا أن تبقى جميع الرحلات الفضائية خالية من أي حوادث من هذا النوع.


































