اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
السيد عبد الدايم، الشهير بـ'أبو موسى'، هو ليس مجرد سايس خيول؛ بل أيقونة سياحية وفلكلورية على شواطئ اللاجونا الساحرة بمدينة دهب.
هذا الرجل الذي جاء من قلب محافظة الفيوم، أصبح أشهر خيّال في المنطقة، مستخدماً عشقه للخيل ومهاراته اللغوية النادرة في جذب السياح من كل حدب وصوب.
في حديثه الشغوف، يكشف أبو موسى عن علاقته العميقة بجياده، التي هي مصدر رزقه الوحيد، بدأ مشواره مع الخيول وهو في الرابعة عشرة من عمره، محترفاً العمل كخيّال في منطقة الأهرامات، وبحلول عام 1994، قرر الانتقال إلى دهب، حاملاً معه ثمانية خيول عربية أصيلة ليندمج بها مع رمال وشواطئ اللاجونا.
ويقول أبو موسى وهو يداعب أحد خيوله: 'اتمخترى واتمايلى يا خيل'. ويضيف: 'حينما أمتطي الخيل يدرك أنه سوف يبدأ بالرقص، فأنا أبرع بالرقص بالخيل.' ويشير إلى أن أقرب الخيول إلى قلبه هي 'سلطان ومليكة وليلة'.
الاستعراض الذي يقدمه أبو موسى فريد من نوعه؛ إذ يمزج بين أصالة الفن المصري وجمال الطبيعة. يشير الخيّال الشهير إلى أن الخيول 'تتراقص على أصوات البحر وتجذب السياح بجمالها'.
لقد استطاع أبو موسى أن يحوّل ركوب الخيل إلى تجربة ساحرة، حيث يصفها بأنها 'فلكلور مصري أصيل'. ويجد السياح متعة كبيرة في هذا المشهد الفريد، وسط تفاعلهم وسعادتهم برؤية الخيول وهي ترقص برشاقة على الشاطئ.
ما يميز أبو موسى عن غيره هو إتقانه للتواصل مع الزوار الأجانب. يحكي عن رحلته في إتقان اللغات قائلاً: 'أتقنت الحديث بثلاث لغات منها الألمانية والإنجليزية، نتاج الاختلاط بالأجانب من زوار دهب'.
هذه المهارة ساعدته في بناء علاقات ودية قوية، لدرجة أن بعض السياح يكررون زيارتهم ويأتون خصيصاً إلى اللاجونا للبحث عنه والاستمتاع بركوب الخيل على البحر. من أبرز الجنسيات التي تعشق هذه التجربة هم الألمان، الإنجليز، السويديون، والدنماركيون.
ليست المهارة فقط ما يجذب السياح، بل المعاملة الطيبة. تؤكد السائحة الإنجليزية جاكلين جورج هذه الحقيقة، واصفةً معاملة أبو موسى الطيبة بأنها السبب وراء تكرار زيارتها.
تروي جاكلين: 'ليست المرة الأولى لي بالتعامل مع أبو موسى؛ فقد تعرفت عليه على شاطئ اللاجونا منذ سنتين ومعي زوجي جون'.
وتضيف: 'ساعدني أبو موسى في التعامل مع الخيل؛ حيث جعلنا نداعبه ونطعمه قطعة سكر في بادئ الأمر. كنت سعيدة، وأول شيء قمت به بعدما وصلت مدينة دهب هو البحث عن أبو موسى على الشاطئ لتكرار تلك التجربة الممتعة مرة أخرى'.
في النهاية، يظل أبو موسى وخيوله علامة فارقة في دهب، يجسدون روح الترحاب المصري الأصيل ومهارة تحويل العشق إلى فن جاذب للسياحة العالمية.


































