غموض حول إقصاء دار المرايا من معرض القاهرة للكتاب.. ودينا قابيل: "رسالة سلبية"

في تطور مفاجئ أثار جدلًا في الأوساط الثقافية، أعلنت دينا قابيل، مديرة دار المرايا للنشر، عن استبعاد الدار من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025، مؤكدة في تصريحات خاصة لـ'الرئيس نيوز' أن هذا القرار جاء دون إبلاغهم بأي أسباب واضحة.

وقالت قابيل إن الدار قدمت جميع المستندات المطلوبة، من السجل التجاري والبطاقة الضريبية إلى أرقام الإيداع والترقيم الدولي للكتب المشاركة، عبر الحساب الرسمي للهيئة المنظمة للمعرض، لكنها تفاجأت باختفاء الحساب وإلغاء تسجيلهم دون أي تفسير.

وأضافت أن محاولات التواصل مع الجهات المعنية لم تؤتِ ثمارها، مشيرة إلى أن فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أكد أنه يبذل جهده لحل الأزمة، لكنه بدوره لم يتلق أي قرار مكتوب يوضح أسباب المنع.

غياب الشفافية وأثره على المشهد الثقافي

فيما وصفت قابيل قرار الاستبعاد بأنه انعكاس لغياب الشفافية في التعامل مع دور النشر، معتبرة أن هذا الأسلوب ليس بجديد على المشهد الثقافي المصري الذي يشهد بين الحين والآخر تدخلات غير مبررة. وأضافت: 'القانون لا يتضمن نصوصًا واضحة حول مصادرة الكتب'.

كما أكدت قابيل أن استبعاد دار المرايا، التي تشارك في المعرض منذ عام 2017 دون أي مشكلات سابقة، يمثل خسارة كبيرة للدار التي اضطرت لعرض إصداراتها في مقرها الخاص خارج المعرض. وشددت على أن هذا القرار لا يضر فقط بمبيعات الدار، بل يرسل رسالة سلبية عن حالة الحريات الثقافية في مصر.

واختتمت قابيل حديثها بالتذكير بحالات مشابهة تعرضت لها دور نشر بارزة، مثل كتب خان وعصير الكتب، التي مُنعت في سنوات سابقة ثم سُمح لها بالعودة دون تفسير، معتبرة أن هذه القرارات العشوائية تنعكس سلبًا على صورة الثقافة المصرية محليًا ودوليًا.

جهود لحل الأزمة

في السياق ذاته، قال فريد زهران في تصريح خاص لـ'الرئيس نيوز' إن غياب الأسباب الواضحة لهذا القرار يُشكل أزمة، ليس فقط لدار المرايا ولكن للمشهد الثقافي ككل، مشيرًا إلى أن الاتحاد يسعى لحل المشكلة بالتواصل مع الجهات المسؤولة، مؤكدًا أن الدار لم ترتكب أي تجاوزات وأن أوراقها مستوفية تمامًا.

بيان دار المرايا حول منعها من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

وسبق أن قررت الهيئة العامة للكتاب، ودون إبداء أسباب، منع دار المرايا من المشاركة هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفق بيان دار المرايا.

وقالت الدار في بيانها إنه ورغم أنها قامت بتسجيل اشتراكها في المواعيد المقررة، إلا أننا لم نتلق إذن الدفع لسداد إيجار الجناح الخاص بنا كما هو الحال مع باقي دور النشر، بل وفوجئنا بإغلاق حساب الدار على موقع المعرض.

وتابع البيان: 'على مدار الأسابيع الماضية حاول اتحاد الناشرين والعديد من أصدقاء المرايا التدخل -مشكورين- لمعرفة أسباب الرفض وتقديم حلول لها، إلا أن هيئة الكتاب أصرت على موقفها دون تقديم أي مبررات.

ولفت البيان إلى أن إصدارات المرايا حصلت مرتين على جوائز المعرض، كما أنها تقوم بسداد التزاماتها المالية تجاه المعرض بانتظام ولم تتخلف في أي سنة من السنين عن سداد جميع التزاماتها بشكل مسبق قبل بداية المعرض وخلال المواعيد التي تحددها الهيئة، متابعا: “يهمنا التأكيد على أن جميع الأوراق الإدارية التي تخص دار المرايا سليمة ومحدَّثة ومنضبطة تمامًا من جميع النواحي القانونية والمالية وتوجد نسخ لها مودعة لدى اتحاد الناشرين وهيئة الكتاب. وهذا كله يعني أن الإصرار على منع المرايا من المشاركة في المعرض هذا العام هو موقف ليس له تفسير أو أي سند من المنطق”.

واختتم البيان مؤكدا: “لازلنا نأمل أن ينجح اتحاد الناشرين وأصدقاء المرايا في مساعيهم المشكورة لتغيير قرار هيئة الكتاب والسماح للمرايا بالمشاركة في المعرض. لكننا في جميع الأحوال -ورغم الضغوط المتواصلة التي نتعرض لها- سنواصل العمل على إنتاج محتوى ثقافي ومعرفي تقدمي عبر وسائط المرايا المختلفة، وعلى المشاركة في تثبيت دعائم الثقافة الديمقراطية في بلادنا، وعلى مد الجسور مع الجمهور العريض المنتمي للتيارات الديمقراطية في مصر والعالم العربي. ونعتذر لقراءنا عن غيابنا هذا العام عن معرض القاهرة للكتاب”.