اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
في تطور لافت يعكس تحركات دبلوماسية غير تقليدية في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية أن الحاخام الأمريكي أبراهام كوبر، نائب رئيس مركز 'سيمون فيزنتال' المعني بحقوق الإنسان، يقود جهود وساطة بين إسرائيل وسوريا تهدف إلى دمج دمشق في 'اتفاقات أبراهام' التي ترعاها واشنطن، في محاولة لإنهاء النزاع الممتد بين الجانبين منذ عقود.
كوبر، المصنف ضمن قائمة أكثر 50 حاخامًا تأثيرًا في الولايات المتحدة، شدد في تصريحات صحفية على أن 'السلام الحقيقي لا يتحقق فقط من خلال توقيع الاتفاقيات بين الحكومات، بل عبر بناء علاقات بين الشعوب'.
وأشار إلى تجربة السلام مع مصر بوصفها اتفاقًا ظل باردًا لافتقاده للأبعاد الشعبية، مثل التبادل الثقافي والسياحي، وهو ما يسعى لتفاديه في أي اتفاق مرتقب مع سوريا.
لقاء مع الرئيس السوري وترتيبات للقاء محتمل مع نتنياهو
وكان كوبر قد زار دمشق في وقت سابق هذا العام، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع وعددًا من كبار المسؤولين، من بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني.
ووفقًا للتقارير، ناقش كوبر إمكانية عقد لقاء مباشر بين الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في إطار تحركات تهدف إلى إنهاء حالة العداء التاريخية.
خطوات لبناء الثقة
الزيارة، التي شاركه فيها القس الأمريكي جوني مور، أحد المقربين من ترمب، أسفرت عن توافقات أولية تشمل تسليم دمشق أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين ورفات أحد الجنود الإسرائيليين، كخطوة رمزية لبناء الثقة.
كما بحث الجانبان فرص التعاون في مجالات مثل المياه والزراعة، ما قد يمهد لانفتاح اقتصادي محدود بين البلدين.
رفع العقوبات عن شخصيات سورية وتسهيلات أمريكية متوقعة
في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض رفع العقوبات عن 518 شخصية وكيانًا سوريًا، في خطوة يرى مراقبون أنها تأتي ضمن محاولات أمريكية لتليين الموقف السوري ودفع دمشق للانخراط في مسار تطبيعي مع تل أبيب.
كما وافق مجلس الأمن الدولي مؤخرًا على تمديد ولاية قوات 'الأندوف' لمراقبة فض الاشتباك في الجولان المحتل.
مخاوف وانتقادات لدور مركز فيزنتال
ورغم الجهود المعلنة، يثير تحرك كوبر جدلًا واسعًا، إذ يتهمه بعض المعارضين السوريين باستخدام قضايا حقوق الإنسان كغطاء لأجندات سياسية تخدم إسرائيل.
كما يواجه مركز فيزنتال انتقادات بكونه ذراعًا من أذرع الضغط الصهيوني في الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بتقييد محتوى الإنترنت المناهض لإسرائيل.
كوبر يدعو لتطبيع 'شعبي'
كوبر أكد أن نجاح أي اتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل يعتمد على إشراك المجتمعات المحلية، داعيًا إلى دمج مفاهيم التسامح والتعايش في المناهج الدراسية السورية، وتعزيز الحوار بين الطوائف المختلفة، وخاصة بين المسلمين والمسيحيين والدروز والعلويين.
واعتبر أن مشاركة رجال الأعمال والقادة الدينيين ضرورية لترسيخ السلام بين الطرفين.
رغم تفاؤله بإمكانية إحداث اختراق حقيقي في العلاقة بين دمشق وتل أبيب، حذر كوبر من وجود أطراف داخلية وخارجية قد تسعى لإفشال هذه التحركات.
لكنه أبدى ثقته في دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لهذا المسار، قائلًا إن 'السلام الدافئ' بين الشعوب ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية.