اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
صرح جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، بأن واشنطن وبكين “لديهما أجندات أكبر يجب التعامل معها” في الوقت الذي تواصل فيه الشركة التنقل بين التحديات السياسية المتعلقة بحرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين، في مسعى لتلبية الطلب المتزايد من الشركات العالمية على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تعتبر إنفيديا رائدة في تصنيعها.
جاءت تصريحات هوانج خلال مؤتمر صحفي في لندن، بعد تقرير من صحيفة “فاينانشيال تايمز”، الذي أشار إلى أن الهيئة التنظيمية للإنترنت في الصين أمرت الشركات التقنية الكبرى في البلاد بوقف شراء رقائق إنفيديا للذكاء الاصطناعي، وإلغاء الطلبات الحالية.
جاءت هذه الخطوة بعد تقرير من “رويترز” في وقت سابق من سبتمبر، الذي أفاد بأن شركات تكنولوجيا صينية كبرى لا تزال تسعى للحصول على المزيد من رقائق إنفيديا الأساسية للذكاء الاصطناعي، رغم تشجيع السلطات الصينية على عدم شراء هذه الرقائق.
بينما تتعرض العديد من الشركات لتأثيرات سلبية من حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فإن إنفيديا تعتبر حالة فريدة من نوعها، حيث تهيمن على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي وتحظى باهتمام ملحوظ من كل من البيت الأبيض وإدارة الرئيس الصيني شي جين بينج، في وقت يشهد فيه أكبر اقتصادين في العالم خلافات حادة بشأن التجارة.
قال هوانج في رده على سؤال بشأن القوانين الصينية: “لا يمكننا أن نخدم سوقا ما إذا كانت الدولة لا ترغب في ذلك”، وأضاف: “أنا محبط مما أراه، لكن لديهم أجندات أكبر يجب أن يعالجوها بين الصين والولايات المتحدة، وأنا صبور بشأن ذلك”.
قد تؤثر الخطوات التنظيمية الجديدة سلبا على أعمال إنفيديا في الصين، التي تعد واحدة من أكبر أسواقها للرقائق، حيث شكلت الصين حوالي 13% من إجمالي مبيعات إنفيديا في العام الماضي.
من جهة أخرى، تشهد مبيعات RTX6000D، التي تم تخصيصها للسوق الصينية، طلبا ضعيفا، حيث اعتبرت هذه الرقائق غير فعالة من حيث التكلفة، مما دفع بعض الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا إلى الامتناع عن تقديم طلبات.
وسط هذه التحديات، رفعت إنفيديا بشكل ملحوظ من نفقاتها على الضغط السياسي في واشنطن، حيث استعانت بثلاث شركات استشارية جديدة الشهر الماضي مع 21 لوبيا، وفقا لتقارير مجلس الشيوخ الأمريكي.
وأنفقت الشركة ما يقارب 1.9 مليون دولار على أنشطة الضغط السياسي في النصف الأول من عام 2025، وهو مبلغ يتجاوز ما أنفقته في عام 2024 كاملا (640 ألف دولار).
كما نقل تقرير “فاينانشيال تايمز” عن مصادر مطلعة قولهم إن إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين CAC، قد وجهت شركات مثل بايت دانس و علي بابا بوقف اختبارات وطلبات RTX Pro 6000D، في خطوة أقوى من الإرشادات السابقة التي كانت تركز على H20، النسخة الأقدم من رقائق إنفيديا المخصصة للصين.
قال مايكل آشلي شلمان، الرئيس التنفيذي لاستشارات Running Point Capital Advisors: “تعليق هوانج الدبلوماسي حول ”الأجندات الأكبر' هو نوع من الحديث الخاص بالمدير التنفيذي، حيث أن إنفيديا أصبحت مجرد بيادق في حرب باردة رقمية بين الولايات المتحدة والصين'.
وفي الوقت الذي استمرت فيه إدارة ترامب السابقة في فرض قيود على وصول الصين إلى الرقائق المتقدمة، قامت بكين بالرد من خلال الضغط على الشركات المحلية للتوجه بعيدا عن الموردين الأمريكيين.
من المحتمل أن يكون هناك تأثير إضافي على مبيعات إنفيديا في الصين، وهو السوق الذي يعد محوريا للرقائق في العالم.