اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
تشهد غزة تحولًا خطيرًا في أساليب الهجوم مع دخول ما يصفه السكان بـ'القنابل الروبوتية العملاقة'، وهي عربات مدرعة قديمة من طراز M113 حوّلتها إسرائيل إلى مركبات مفخخة يتم التحكم بها عن بُعد وتُفجّر وسط الأحياء.
هذه المدرعات المحملة بأطنان من المتفجرات صارت كابوسًا يوميًا يلاحق العائلات التي تحاول النجاة من الهجمات المتواصلة.
كثير من الشهادات تحدثت عن انفجارات مرعبة تقع فجرًا، حيث تنفجر هذه 'الروبوتات الانتحارية' في قلب الأحياء، مسببة موجات صدمة مدمرة تسوي المباني بالأرض.
الفلسطينيون الذين عجزوا عن إخلاء غزة بسبب الارتفاع الهائل لتكاليف النقل، والتي وصلت إلى 600 دولار للسيارة الواحدة، يضطرون إلى الاحتماء في بيوتهم أو محاولة الهرب عبر طرق مكتظة بالسيارات والعربات والدواب.
لكن حتى هذه الطرق، مثل الساحلي وسلاح الدين، باتت محفوفة بالخطر لمرورها عبر مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي، ما يجعل الانتقال محفوفًا بالموت. كثير من العائلات تصف شعورها بالعجز، إذ لا وسيلة آمنة للهروب من مدينة تحولت إلى ميدان تجارب عسكرية.
في الداخل الإسرائيلي، وصفت مصادر عسكرية هذه المركبات بأنها 'انتحارية'، مصممة لتقليل خسائر الجنود بعد تزايد أعداد القتلى خلال العامين الماضيين.
ووفقًا لتقارير إعلامية عبرية، فقد ضاعفت إسرائيل من استخدام هذه المدرعات المفخخة ثلاث مرات خلال هجومها الأخير، نظرًا لكونها سلاحًا قادرًا على تدمير مبانٍ ضخمة دفعة واحدة. هذا الاستخدام أثار جدلًا داخليًا واسعًا، حيث يصف معارضون في إسرائيل السلاح بأنه غير إنساني ويعرض المدنيين لمجازر واسعة.
على الصعيد الدولي، تتعالى الأصوات المطالبة بوقف الهجوم. فقد خلص تحقيق للأمم المتحدة مؤخرًا إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، ما دفع بابا الفاتيكان إلى الدعوة العلنية لوقف إطلاق النار.
كما طرح الاتحاد الأوروبي مقترحًا لتعليق التسهيلات التجارية مع إسرائيل، وإن لم يحظَ بعد بإجماع الدول الأعضاء. في الوقت ذاته، تزداد الضغوط على حكومة نتنياهو من عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يخشون أن تؤدي هذه العمليات العسكرية إلى مقتل ذويهم المحتجزين في القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن المأساة تتفاقم مع استهداف مرافق إنسانية حيوية؛ فقد قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى الرنتيسي للأطفال، وهو المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الأطفال المصابين بالسرطان والفشل الكلوي وأمراض خطيرة أخرى.
هذا الاستهداف عزز الانتقادات التي ترى أن استخدام 'القنابل الروبوتية' ليس مجرد سلاح حرب، بل أداة لفرض واقع من الرعب الجماعي يضاعف من معاناة المدنيين ويقوض كل محاولات النجاة.