اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٤
استعرض برنامج 'صباح الخير يا مصر'، في تقرير خاص عرض صباح اليوم، مسيرة الفنان الشعبي الشهير أحمد عدوية، الذي وافته المنية أمس الأحد، 29 ديسمبر عن عمر يناهز 81 عامًا.
التقرير سلط الضوء على حياة ومسيرة عدوية الذي يعد واحدًا من أبرز رموز الأغنية الشعبية المصرية، والذي شكَّل حالة فنية خاصة بصوته الفريد وروحه المميزة التي لامست وجدان الشارع المصري.
'أحمد عدوية هو صوت الشعب الذي تردد صداه في الأزقة والميادين، من قاع المجتمع إلى قمته. استطاع أن يعبر عن البسطاء دون تكلف، وأن يمنحهم إحساسًا بالاعتزاز بحياتهم رغم صعوباتها. صوته هو مرآة للأمل والحزن، للفرح والكفاح، هو باختصار صوت مصر الحقيقية'.
وُلد أحمد محمد مرسي العدوي في محافظة المنيا، وسط عائلة متواضعة، وكان ترتيبه الثالث عشر بين أشقائه. رغم حياة الريف الصعبة، تجلت موهبته الفنية في سن صغيرة، وكان شغفه بالغناء أقوى من أي محاولة لإبعاده عن هذا المجال.
بدأ حياته العملية كصبي قهوة وشيال للفرق الموسيقية، لكنه كان دائمًا يحلم بمنصة الغناء.
عام 1973، قدم أحمد عدوية أغنية 'السح الدح إمبو'، التي أحدثت ضجة غير مسبوقة في الساحة الفنية، لتتحول إلى أغنية أيقونية ما زالت حاضرة في ذاكرة الأجيال. كانت كلماتها العفوية وألحانها البسيطة انعكاسًا لروح الشارع المصري، مما جعلها تحظى بقبول شعبي واسع.
شارك عدوية في حفلات ومناسبات فنية بارزة، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت عندما لفت الأنظار في حفل زفاف الفنانة شريفة فاضل عام 1972. بعد هذا الحدث، وقع أول عقد فني له مع ملهى 'الأريزونا'، حيث أثبت موهبته أمام جمهور واسع، مما فتح له أبواب الشهرة والنجاح.
لم تقتصر مسيرة عدوية على الغناء فقط، بل دخل عالم السينما وشارك في أكثر من 25 فيلمًا مصريًا، منها 'البنات عايزة إيه' و'أنا المجنون'. ومن أشهر أغانيه:
'بنت السلطان'
'زحمة يا دنيا زحمة'
'سلامتها أم حسن'
'كله على كله'
في التسعينيات، تعرض أحمد عدوية لأزمة صحية أبعدته عن الساحة الفنية لفترة طويلة، لكنه عاد مجددًا بأغاني بتوزيعات حديثة. ومن أبرز ما قدمه في تلك الفترة دويتو 'الناس الرايقة' مع الفنان رامي عياش، بالإضافة إلى تعاون مع نجله محمد عدوية.
كان آخر ظهور علني له في حفل بمحافظة المنوفية، حيث غنى جالسًا على كرسي بسبب إصابة في قدمه، وشاركه نجله محمد في الحفل، ليقدما معًا أجمل أغانيه التي تفاعل معها الجمهور بحماس.
برحيل أحمد عدوية في 29 ديسمبر 2024، فقدت الساحة الفنية أحد أعمدتها وأبرز رموزها في الأغنية الشعبية. ظل عدوية رمزًا للفن الأصيل الذي يعبر عن وجدان الشعب المصري، وسيبقى إرثه الفني شاهدًا على عبقريته وموهبته الفريدة.