اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فجر الأربعاء، “اتفاقية الدفاع الإستراتيجي” بين البلدين، في إطار زيارة رسمية يجريها الأخير إلى الولايات المتحدة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس ترامب عقدا قمة ثنائية في البيت الأبيض.
وشكك الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في جدوى الشراكة الأمنية والدفاعية مع أمريكا، إذ لم تمنع الولايات المتحدة الأمريكية شريكتها إسرائيل في انتهاك سيادة الدوحة. على الرغم من أن قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية بتمويل قطري.
وربما يعني الاتفاق أن أي عدوان على المملكة هو عدوان على أمريكا. وقد أعلن ترامب أنه سمح ببيع مقاتلات من طراز إف-35 للمملكة السعودية، وقد يكون بيع المقاتلات الشبحية جزء من اتفاق الدفاع الاستراتيجي.
وأوضحت أن القمة شهدت توقيع الزعيمين على “اتفاقية الدفاع الإستراتيجي”، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية الأخرى بين الجانبين.
وأوضحت “واس” أن هذه الاتفاقية “تأتي في إطار الشراكة الإستراتيجية والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين منذ أكثر من تسعين عاما، وتمثل خطوة محورية تُعزّز الشراكة الدفاعية طويلة المدى، وتعكس التزام الجانبين المشترك بدعم السلام والأمن والازدهار في المنطقة”.
وذكرت أن الاتفاقية “تؤكد أن السعودية والولايات المتحدة شريكان أمنيان قادران على العمل المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، بما يعمّق التنسيق الدفاعي طويل الأجل، ويعزّز قدرات الردع ورفع مستوى الجاهزية، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية وتكاملها بين الطرفين”.
كما تضع الاتفاقية “إطارًا متينًا لشراكة دفاعية مستمرة ومستدامة، تسهم في تعزيز أمن واستقرار البلدين”، وفق الوكالة السعودية.
وفي السياق، أوضحت قناة “الإخبارية” السعودية أن ترامب وولي العهد السعودي وقعا في البيت الأبيض على عدد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية شملت “الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والبيان المشترك لاكتمال المفاوضات بشأن التعاون في الطاقة النووية المدنية، واتفاقية تسهيل إجراءات تسريع الاستثمارات السعودية”.
كما شملت الاتفاقيات والمذكرات التوقيع على “الإطار الاستراتيجي للشراكة في تأمين سلاسل الإمداد لليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة، وترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية من أجل الازدهار الاقتصادي، والترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع هيئات الأسواق المالية”.
وشمل التوقيع أيضا على “مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب، والرسائل المتعلقة بمعايير سلامة المركبات”، وفق القناة.
وعقب القمة الثنائية بين الزعيمين، حضر ولي العهد السعودي مأدبة عشاء رسمية مع ترامب في البيت الأبيض.
وقبل ذلك بساعات، وصل الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض، وعقد مع ترامب اجتماعا ثنائيا ومؤتمرا صحفيا مشتركا. وحظي ولي العهد باستقبال رسمي حافل في البيت الأبيض، حيث تقدم الرئيس ترامب مستقبليه.
كمما جرى إطلاق 21 طلقة مدفعية، فيما حلقت 6 طائرات حربية في سماء البيت الأبيض، ترحيبا بالأمير. ورافق ترامب ولي العهد السعودي في أروقة البيت الأبيض، حيث زارا معرضا لصور الرؤساء الأمريكيين السابقين.
وتشهد العلاقات السعودية الأمريكية، شراكة متنامية وتعاونا بمختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مع توقعات بزيادة زخم التعاون في ظل الزيارة الحالية.
وفي بيان الاثنين، أوضح الديوان الملكي السعودي، أن الزيارة جاءت بناء على توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز واستجابة للدعوة المقدمة للأمير محمد بن سلمان من الرئيس ترامب.
إلى ذلك، قال ولي العهد السعودي في البيت الأبيض إنه يريد المضي نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإرساء “حل الدولتين”، متعهدا بزيادة استثمارات بلاده في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار في أول زيارة له إلى واشنطن منذ سبع سنوات.
وقال بن سلمان في المكتب البيضوي بعيد استقبال حافل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب “نرغب في أن نكون جزءا من الاتفاقيات الإبراهيمية. لكننا نريد أيضا التأكد من أن الطريق نحو حلّ الدولتين مرسوم بوضوح”.
وأضاف أنه أجرى “مناقشة بنّاءة” بشأن هذا الملف مع ترامب، مؤكدا “سنعمل على ذلك لضمان تهيئة الظروف المناسبة في أقرب وقت ممكن لتحقيق هذا الهدف”.
ويُولي الرئيس الأميركي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع السعودية الغنية بالنفط، لا سيما في سعيه لتحويل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة إلى سلام إقليمي دائم.
لكنّ الخطوات الأولية نحو تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية مقابل ضمانات في مجالي الأمن والطاقة عُلّقت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وما أعقبه من حرب إسرائيلية مدمرة في غزة.
وقد استهل ترامب اللقاء في البيت الأبيض بإشادة بسجل الأمير “المذهل” في مجال حقوق الإنسان. وتطرق إلى مقتل جمال خاشقجي عام 2018 قائلا “لقد حدثت أمور”، واصفا الصحافي القتيل بأنه “مثير للجدل للغاية”.
كما هاجم ترامب إحدى الصحافيات متهما إياها بـ”إحراج” الأمير محمد بأسئلتها حول جريمة القتل التي أشارت المخابرات الأميركية في تقرير لها إلى أن الأمير وافق عليها، قائلا إن الأمير الزائر “لم يكن يعلم شيئا عنها”.
ردّ الأمير السعودي قائلا إن مقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول كان “خطأ كبيرا”، مؤكدا أن الموضوع شكل محور تحقيق شامل “ونحن نبذل كل ما في وسعنا لئلا يتكرر”.


































