بطولة سائق على الدائري.. كيف ضحى بحياته لإنقاذ 28 طفلا في أتوبيس مدرسة؟

كتب: أحمد عادل

حادث مأساوي وقع أعلى الطريق الدائري بمنطقة المعادي، راح ضحيته السائق “كريم راشد”، سائق في إحدى المدارس الدولية، بعدما اصطدم بالحاجز الخرساني أثناء قيادته حافلة مدرسية مليئة بالأطفال، وكشفت المشرفة المرافقة عن تفاصيل الحادث، الذي أظهر أسمى معاني الشهامة والتضحية من السائق.

كان “كريم راشد”، البالغ من العمر 67 عامًا، يقود حافلة “ميني باص” تقل 28 طفلًا بالإضافة إلى المشرفة، عندما فوجئ بسائق سيارة ملاكي يضايقه على الطريق قبل نزلة المعادي، وفي محاولة لتفادي السيارة، اصطدم بالحاجز المعدني على الطريق الدائري، مما أفقده السيطرة على عجلة القيادة.

طلب من المشرفة إبعاد الطلاب إلى الجزء الخلفي من الحافلة حفاظًا على سلامتهم، وأغلق الباب بزر الأمان لتجنب سقوط أي طفل، وعندما أدرك أن الحافلة قد خرجت عن السيطرة وخاف من سقوطها من أعلى الطريق الدائري، قرر الاصطدام بالحاجز الخرساني لإيقافها تمامًا، وفقًا لشهادة المشرفة المدرسية.

قرار “كريم راشد” البطولي كلفه حياته، حيث توفي متأثرًا بإصابته كدمات وكسور متفرقة ونزيفًا داخليًا. ورغم شدة الحادث، تمكن من حماية حياة الأطفال جميعًا، باستثناء إصابتين طفيفتين بخدوش بين الطلاب، وإصابة المشرفة بكسر في الذراع الأيمن.

خيمت أجواء من الحزن على المدرسة بأكملها بعد وفاة السائق، الذي قضى سنوات طويلة في خدمة الأطفال، وعبر أولياء الأمور عن تقديرهم لموقفه البطولي من خلال منشورات نعي مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تقديرًا لموقف “كريم راشد” الذي حافظ على أرواح أبنائهم حتى اللحظة الأخيرة.

تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا من أحد الأشخاص يفيد بوقوع حادث أعلى الطريق الدائري، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث.

وبإجراء التحريات تبين اصطدام حافلة مدرسية تقل عدد من الأطفال، بالحاجز الخرساني للطريق الدائري، وأسفر الحادث عن وفاة 'كريم راشد' سائق السيارة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.