دواجن نافقة ومشروع أخضر.. كيف حولت طبيبة بيطرية أزمة إلى حل بيئي مبتكر؟ - فيديو وصور

الدقهلية-رامي محمود:

'فيه كارثة يادكتورة 13500 دجاجة نفقوا داخل مزرعة بسبب حريق في قرية محلة دمنة ومش عارفين نودي النافق فين'.. كانت تلك الكارثة التى وقعت بنطاق محافظة الدقهلية، بمثابة بداية لمشروع بحثي كبير تبنته الدكتورة إيمان سماحة، الطبيبة البيطرية، مدير إدارة الإنتاج الحيواني بمحافظة الدقهلية، إلى مشروع بحثي نحو التخلص الآمن من المخلفات الحيوانية والاستفادة منها لتفوز بالمركز الأول فى مسابقة مبادرة المشروعات الخضراء الذكية، وتتأهل للمنافسة على مستوى الجمهورية.

بدأت رحلة البحث من محنة حول آلية التخلص الآمن من تلك النفايات الخطرة نظرا لعدم وجود مصانع تدوير ملفات حيوانية داخل المحافظة، خشية قيام أصحاب المزرعة بإلقاء النافق بمياه الترعة المارة أمام المزرعة، مما يسبب تلوثا كبيرا للمياه والبيئة، ولتبدأ رحلة البحث نحو بيئة آمنة تستغل فيها تلك المخلفات.

'كان الأمر صعب أوي بس قادنا لرحلة بحث كبيرة لمشروع هيكون نواة لبيئة آمنة بلا مخلفات'.. بتلك الكلمات بدأ الفائزة بالمركز الأول فى سرد تفاصيل مشروعها الذي قادها لتحقيق المرتبة الأولى بين المشاريع المقدمة.

تقول إيمان سماحة، إن مشروعها 'مبادرة هندورها صح'، بدأ من رفض الوحدة المحلية التعامل مع المخلفات التي أحدثت تلوثا كبيرا، وجرى الانتقال إلى المزرعة وفوجئنا كميات كبيرة من الدواجن النافقة التى وصلت إلى 13500 طن عبارة 4 عنابر بداخلها دواجن محترقة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من العلف.

وتابعت:'كان المفترض فى حال وجود مصنع لإعادة تدوير المخلفات الحيوانية يتم إدخالها وصناعة منتجات منها كأعلاف وغيرها، لكن لا يوجد لدينا محطات معالجة لتلك المخلفات في الدقهلية'.

وأضافت أن الوحدة المحلية طلبت من أصحاب المزرعة التخلص من الحيوانات النافقة بمعرفتهم، وخشية من انتقالها للمياه بإلقائها في الترع جرى التحرك والتواصل مع إحدى المحافظات المجاورة التي لديها مصنع مخلفات حيوانية.

لم تهدأ صاحبة المبادرة حتى بعد إنتهاء الأزمة إلا أنها باتت تفكر 'هو لو حصل كدة تاني هنعمل اية؟'، لتفكر فى تدشين مبادرة 'هندورها صح'، وذلك بعد ورود تقرير من شركة مياه الشرب بخصوص أمان المياه نتيجة وجود حيوانات نافقة ترعة البوهية بمياه السنبلاوين وتسببت فى تلوث المياه.

وقالت: 'اجتمعت مع الدكتور أيمن أبوالفاضل، الأستاذ بكلية الطب البيطري، ونورهان محمد، مسئولة التكنولوجية وبدأنا في إنشاء فريق عمل يضم شباب متطوع عملنا على إنشاء تطبيق الكتروني يتضمن تلقى بلاغات العثور على أي حيوانات نافقة وتسبب تلوث ويتم تسهيل الإجراءات بل والتواصل مع مصانع تدوير المخلفات لاستخدامها استخدام أمثل'.

ولفتت إلى أنه بعد تسجيل البلاغ عبر التطبيق، يقوم فريق المبادرة بالتعامل مع البلاغ، ويتم تقسيم أولويات البلاغ وإخطار الطب البيطري، وكافة الجهات المعنية لمنع تفشي أي ميكروب والتنسيق بين كافة الجهات بشكل سريع.

وأضافت مدير إدارة الإنتاج الحيواني، أنه يجرى التعامل مع المخلفات برفعها، ومن ثم التواصل مع مصانع المخلفات التي تستخدمها لصناعة أعلاف خاصة بطعام القطط والكلاب مما يساهم فى تقليل فاتورة الإستيراد،بدلا من تلويث البيئة.

وأشارت إلى استخدام روث الماشية كونه غنيا بالفيتامينات، لإعادة تدويره، وكذلك العظام أو المخلفات الصلبة بالجثث الحيوانية يتم استخراج جيلاتين منها وصناعة منتجات عظمية.

وحول التقدم للمسابقة قالت: ' جرى التقديم بمسابقة المشروعات الخضراء الذكية وجرى فحص المشروع المقدم من خلال لجنة من ممثلي وزارة التخطيط، المجلس القومي للمرأة، وإدارة المخلفات الصلبة وجهاز شئون البيئة وممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حتى حصلت على المركز الأول من بين المشروعات المقدمة على مستوى المحافظة'.

وتمنت سماحة، فوز المشروع بعد تأهله على مستوى محافظة الدقهلية للمنافسة بين المشاريع المقدمة من كافة محافظات الجمهورية والبدء فى تعميم التجربة.