اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٩ أب ٢٠٢٥
تُعدّ الأقمار الصناعية أداةً عسكريةً حيويةً وبالغة الأهمية في حروب العصر الحديث، وهي كذلك بالفعل بالنسبة لإسرائيل التي تعتمد عليها بشكل كبير في التخطيط لأي صراعات محتملة ضد خصوم مثل إيران والحوثيين.
وتُبرز العديد من التقارير الصحفية الغربية أهمية هذه الأقمار كجزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة 'جيروزاليم بوست أن الأقمار الصناعية أداة رئيسية في أي جولات قادمة من الغارات الإسرائيلية ضد إيران والحوثيين. وبالفعل، أدت عمليات التطوير إلى تغيير جذري في كيفية استخدامها.
ولم تعد الأقمار الصناعية مجرد أداة لالتقاط لقطات متقطعة لمواقع محددة في إيران بهدف التحليل العام، بل أصبحت قادرة على توفير مراقبة تكتيكية وعملياتية مستمرة وفي الوقت الفعلي للعديد من الأماكن في جميع أنحاء إيران.
ويتكون الأسطول الإسرائيلي من عدة أنواع من الأقمار الصناعية، لكل منها دوره المحدد:
أقمار 'أوفيك' (Ofek): هي الأقمار الأساسية في الأسطول الإسرائيلي المستخدمة لأغراض الأمن القومي وجمع المعلومات الاستخباراتية. تُعد هذه الأقمار العمود الفقري لعمليات الاستطلاع والتجسس، حيث توفر صورًا عالية الدقة وقدرات مراقبة شاملة.
أقمار 'إيروس' (Eros): أقمار قديمة تتمتع بقدرات مراقبة استثنائية، تعمل جنبًا إلى جنب مع أقمار 'أوفيك' لتعزيز القدرات الاستخباراتية.
القمر 'درور 1' (Dror 1): أحدث إضافة للأسطول، وهو قمر اتصالات، يوفر لإسرائيل استقلالية في مجال الاتصالات ويجنبها الاعتماد على الدول الأجنبية، مما يمنع مخاطر التجسس. وتُشير التقارير إلى أن هذا القمر يتميز بقدرته على توفير اتصالات مرنة، آمنة، وموثوقة.
تحول استراتيجي في الاستخدام
أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن إسرائيل غيرت بشكل جذري طريقة استخدامها للأقمار الصناعية. فبدلًا من الحصول على لقطات متقطعة ومتباعدة لمواقع معينة، أصبحت الأقمار قادرة على توفير مراقبة مستمرة وفي الوقت الفعلي. هذا التحول يعني أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تستطيع الآن:
تحليل أنماط الصواريخ في الوقت الفعلي: يمكن للأقمار الصناعية تتبع أنماط إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية وتوجيه القوات الجوية لتعديل هجماتها بناءً على هذه البيانات الديناميكية.
تقييم الأضرار القتالية الفوري: تُساعد الأقمار على تحديد مدى الضرر الذي لحق بالهدف مباشرة بعد الهجوم، مما يسمح بتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لضربات جوية إضافية لإخراجه من الخدمة.
وقد كشف مسؤولون أن الأقمار الصناعية الإسرائيلية التقطت صورًا لملايين الكيلومترات المربعة في إيران خلال العمليات الأخيرة، مع التركيز على منطقة طهران وغرب إيران. وتُجري هذه الأقمار مراقبة لمئات الأهداف المختلفة يوميًا، لتجمع بيانات عن مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة.
أهمية الأقمار الصناعية في المواجهات بعيدة المدى
تعتبر الأقمار الصناعية الخيار الأمثل لمواجهة خصوم بعيدين جغرافيًا مثل الحوثيين في اليمن وإيران، حيث تتجاوز هذه المهام المدى التشغيلي القياسي للطائرات المسيرة والطائرات العادية.
ففي حين يمكن للطائرات المسيرة تنفيذ مهام مراقبة في مناطق قريبة مثل غزة أو لبنان، فإن المسافات الشاسعة تتطلب الاعتماد على المراقبة الفضائية المستمرة التي توفرها الأقمار الصناعية.
بالإضافة إلى دورها في الاستطلاع، تُستخدم الأقمار الصناعية في توجيه الضربات العسكرية بدقة. فهي تعمل على توفير إحداثيات دقيقة للأهداف، مما يُعزز من فعالية الغارات الجوية والصاروخية. وبذلك، تُصبح الأقمار الصناعية أداة لا غنى عنها في الترسانة العسكرية الإسرائيلية، فهي تُقدم لها تفوقًا استخباراتيًا وتكنولوجيًا يمكن أن يكون حاسمًا في أي مواجهة مستقبلية.
الاستقلال التكنولوجي
تُعدّ القدرة على امتلاك وتطوير الأقمار الصناعية محليًا هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، للحفاظ على استقلالها في هذا المجال. بعد انفجار قمر الاتصالات الإسرائيلي 'آموس 6' (Amos 6) عام 2016، والذي تسبب في خسائر مالية فادحة، قررت الحكومة الإسرائيلية زيادة تمويلها لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) لإعادة إطلاق عدة أقمار جديدة على مدار العقدين المقبلين.
وهذه الخطوة تؤكد مساعي إسرائيل للحفاظ على استقلالها في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتجنب المخاطر الأمنية المرتبطة بالاعتماد على الأقمار الأجنبية، والتي قد تكون عرضة للتجسس أو لفرض قيود على استخدامها.
وتُشير التقارير إلى أن إطلاق قمر 'أوفيك' القادم بات وشيكًا، مما يعزز من قدرة إسرائيل على التصدي للتهديدات الأمنية الناشئة في الفضاء.