اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
في تصعيد خطير بسبب الأزمة السورية، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ أكثر من 160 ضربة جوية استهدفت مواقع في دمشق والسويداء، بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الميدانية جنوب سوريا، حيث دخلت المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين دروز مرحلة خطيرة، راح ضحيتها أكثر من 240 شخصًا.
وفيما بررت تل أبيب هجماتها بأنها تأتي دفاعًا عن الدروز، تصاعدت التحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، وسط تجاهل واضح للتحذيرات الدولية.
قال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إن استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع داخل الأراضي السورية يمثل “انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة السورية”، ويعكس “نهجًا ممنهجًا من قبل إسرائيل في خرق قواعد القانون الدولي، وعدم احترام الضوابط التي تحكم العلاقات بين الدول”.
وأضاف“الاعتداءات المتكررة على سوريا، إلى جانب الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها إسرائيل داخل لبنان وقطاع غزة، تكشف عن طبيعة المرحلة الراهنة، حيث تستغل تل أبيب الغطاء الأمريكي والدعم الغربي لتحقيق ما تسميه أمنها القومي، عبر تصفير التهديدات المحيطة بها”.
وتابع سليمان“هذه الاعتداءات لا تمثل فقط خرقًا للقانون الدولي، بل تكشف أيضًا عن غياب شبه تام لآليات المحاسبة والمساءلة الدولية، في ظل صمت واضح من المجتمع الدولي، وازدواجية معايير تحكم المواقف الغربية تجاه السلوك الإسرائيلي”.
وأوضح سليمان أن “الهجمات على الداخل السوري لا يمكن فصلها عن الرسائل التي تسعى إسرائيل لتوجيهها إلى إيران، إذ تحاول تل أبيب التأكيد على قدرتها على تجريد طهران من أدواتها ونفوذها الإقليمي، وحرمانها من أي فرصة للتموضع مجددًا داخل سوريا.”
وأشار إلى أن “السلوك الإسرائيلي في سوريا يأتي في سياق أوسع من التصعيد الإقليمي، ويتكامل مع ما يجري داخل لبنان، حيث تعمل إسرائيل على فرض معادلة ردع جديدة، تعكس حالة من التفوق الميداني ومحاولة التحكم في الجبهات المحيطة بالأذرع الإيرانية.”
وختم الدكتور هاني سليمان تصريحه قائلًا “ما نشهده الآن هو استعراض إسرائيلي للقوة، يتم في ظل دعم أمريكي أوروبي، وغياب أدوات الردع الدولية، ما ينذر بمزيد من التصعيد الإقليمي إذا لم يتم تدارك الموقف عبر تحرك دبلوماسي فاعل ومتوازن.