اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم تعد محافظة سوهاج في الأونة الأخيرة مسرحًا للحوادث التقليدية فقط، بل أصبحت تشهد سلسلة من الوقائع الغريبة التي كان أبطالها حيوانات صغيرة الحجم، لكنها خلّفت وراءها خوفًا واسعًا بين الأهالي وأسئلة لا تنتهي حول أسباب تكرارها.
بدءًا من هجوم فأر على فتاتين داخل منزلهما بقرية شندويل، مرورًا بـ لدغات عقرب قاتلة أنقذ منها الأطباء فتاة في معجزة طبية، وصولًا إلى الحادث الأكثر ألمًا حين فقدت أم رضيعتها ذات الأربعة أشهر بعد أن هاجمتها 'عرسة' داخل المنزل.
في قرية شندويل بمركز المراغة، فوجئت فتاتان بهجوم فأر داخل منزلهما؛ ما أسفر عن إصابتهما بجروح سطحية نُقلتا على إثرها إلى المستشفى.
وفي طهطا، شهدت المحافظة مأساة أخرى بعدما لقيت رضيعة مصرعها إثر عقر من حيوان “العرسة”، لتتحول الواقعة إلى صدمة إنسانية أثارت مشاعر الحزن في أرجاء القرية.
وفي مشهد آخر لا يقل غرابة، كادت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا أن تفقد حياتها بعد تعرضها لـ ثلاث لدغات عقرب قاتلة، قبل أن يتمكن فريق طبي من إنقاذها بإعجاز طبي نادر بعد حقنها بـ107 أمصال كاملة.
الخبراء البيطريون والبيئيون يُرجعون تزايد تلك الحوادث إلى خلل في التوازن البيئي داخل المناطق الريفية؛ نتيجة تراكم القمامة ومخلفات المنازل، ما يوفر بيئة مثالية لتكاثر القوارض والزواحف.
ويشير مختصون إلى أن غياب حملات المكافحة المنتظمة وتراجع الوعي بأساليب الوقاية داخل القرى أديا إلى تسلل هذه الكائنات إلى المنازل، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة ليلًا واقتراب فصل الشتاء، وهو ما يدفع القوارض والثعابين للبحث عن الدفء ومصادر الغذاء داخل البيوت الريفية.
وناشد الأهالي، مديرية الطب البيطري والوحدات المحلية في سوهاج، بتنفيذ حملات تطهير ومكافحة القوارض، مع التنسيق مع إدارات الصحة لمتابعة الحالات المشتبه في إصابتها بعقر أو لدغ.
وتوفير الأمصال واللقاحات بجميع المستشفيات المركزية؛ لإنقاذ أي مواطن قد يُصاب بعقر حيواني.
يرى خبراء الصحة العامة أن الوقاية تبدأ من المنازل نفسها، من خلال:
وتبقى محافظة سوهاج في مواجهة مفتوحة مع كائنات صغيرة لكنها خطيرة، تحتاج إلى تعاون بين الجهات التنفيذية والمواطنين لتطويق آثارها قبل أن تتحول إلى ظاهرة مقلقة.


































