اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
سلطت صحيفة جيروزاليم بوست الضوء على انتقادات عائلات الرهائن القتلى لرئيس وزراء سلطات الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفي تقرير عنونته: 'شكرًا لك لإعادتهم في نعوش'.
قالت الصحيفة إن عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا في غزة انتقدت نتنياهو بحدة، حيث وجهوا إليه وحكومته اتهامات بالإهمال الحكومي وتحميله المسؤولية عن 'حرب الدمار' التي أدت إلى مقتل أحبائهم، وأشارت الصحيفة إلى أن اللافت هو انتشار الانتقادات من كافة الأطياف الموالية والمعارضة.
وعبّرت هذه الانتقادات اللاذعة عن غضب متصاعد بين أهالي الضحايا الذين يشعرون بأن حكومتهم قد تخلت عنهم، وأنهم قد تعرضوا للخذلان من قبل القيادة السياسية، وفي واحدة من أكثر الانتقادات إيلامًا، لجأت هانا كوهين، عمة الشابة إنبار هايمان، التي أُعيدت رفاتها من قطاع غزة، إلى التهكم والسخرية المريرة للتعبير عن سخطها.
وكتبت كوهين في منشور عبر فيسبوك 'شكرًا' لنتنياهو لـ'إعادته' ابنة أخي 'في تابوت'، محملة إياه المسؤولية المباشرة عن مقتلها بسبب 'حربه التدميرية'. كانت هايمان قد قُتلت أثناء حضورها مهرجان نوفا الموسيقي، وبقيت رفاتها محتجزة في غزة لأكثر من عامين قبل أن يتم استعادتها.
ووفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست، فإن هذه الانتقادات تعكس عمق الإحساس بالخيانة بين عائلات الضحايا.
تعهدات بالمحاسبة والثناء على المتعاونين
لم تتوقف كوهين عند حدود الانتقاد، بل تعهدت في منشورها بـ'التأكد شخصيًا من محاسبة كل من تسبب في مقتل إنبار – سواء من القيادة السياسية أو من الجيش'.
ويمثل هذا التعهد دعوة واضحة للمساءلة الشاملة تطال أعلى المستويات في الحكومة والأجهزة الأمنية. ومع ذلك، حرصت كوهين على التعبير عن امتنانها الصادق لـ'العديد من الأشخاص الطيبين من اليمين واليسار الذين ساعدوا في إعادة رفات هايمان'.
واختتمت حديثها مشيرة إلى أن 'عشرات الآلاف أتوا لتحية' إنبار واصفة إياها بـ'بطلة من أبطال الحياة'، مما يسلط الضوء على التعاطف الشعبي الواسع مع الضحايا في مقابل ما يعتبره الإسرائيليون إهمالًا حكوميًا.
في سياق مماثل، وجّه زولي جيونجيوسي، صهر سمادار وروعي عيدان اللذين قُتلا في كيبوتس كفار عزة خلال هجوم 7 أكتوبر، انتقادات شديدة لنتنياهو في منشور عبر فيسبوك. وكان جيونجيوسي، الذي تبنّى هو وزوجته أطفال عائلة عيدان الثلاثة، أوضح أنه انتظر عودة الرهائن قبل أن يكشف عما 'في قلبه'.
وبعد عودة أفاجيل عيدان، ابنة سمادار وروعي، من الأسر، قال جيونجيوسي إنه أصبح 'محبوبًا وطنيًا' لأنه لم يعبّر عما كان يفكر فيه بشأن 7 أكتوبر. ولكنه أشار إلى أنه لو تحدث بصراحة، لقال الناس إنه 'يساري ومناهض لنتنياهو'.
ليكودي يشعر بالخيانة والخذلان
وفي محاولة لتبديد أي تصور حزبي لانتقاداته، أوضح جيونجيوسي أنه ليس 'يساريًا'، بل كان 'رجل الليكود منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى مراكز الاقتراع' مضيفًا: 'ولكن' وينبغي وضع 1000 خط تحت 'ولكن'، الحكومة، التي حملها مسؤولية 'هذه الكارثة'، لم تكلف نفسها عناء إرسال ممثل، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو المشاركة بالمواساة أو العزاء في حزن العائلات، أو طلب المغفرة منه أو من 'الأيتام الثلاثة الذين تركوا بدون أبوين بسببه'.
وأكد جيونجيوسي: 'هذا، في نظري، هو الحد الأدنى' الذي كان ينبغي على الحكومة القيام به. وكشف هذا التعليق الشعور بالخيانة حتى بين مؤيدي نتنياهو وحزب الليكود التاريخيين.
تهمة 'الإهمال المتعمد': نتنياهو يتهرب من المسؤولية
انتقل جيونجيوسي إلى رفض مزاعم بأن نتنياهو لم يتواصل بسبب عبء منصبه. ووصف نتنياهو بـ'المعلم في حصد الفضل في النجاح' و'يسارع بسرور لالتقاط الصور مع الرهائن' العائدين. ولكنه أكد قناعته بأن رئيس الوزراء 'لا يملك وقتًا' لـ'عضو الكيوبتس اليساري الذي ذُبح كالخروف'.
يعكس هذا الاتهام شعورًا عميقًا بأن الحكومة، ونتنياهو على وجه الخصوص، يتجنبون المناطق التي تعرضت للهجوم والتي يُنظر إلى سكانها تقليديًا على أنهم من المعسكر 'اليساري' أو غير داعمين له سياسيًا.
مقارنات بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية
قدم جيونجيوسي مقارنة محرجة بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية. فقد أشار إلى أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وجدوا الوقت للتواصل معه، معتذرين عن الإخفاقات التي أدت إلى مذبحة 7 أكتوبر 2023.
ولكن نتنياهو، وفقًا لجيونجيوسي، لم يحاول أبدًا القيام بذلك. هذا التباين يبرز وجود اعتراف ضمني بالفشل على المستوى العسكري، يقابله صمت وتجاهل على المستوى السياسي الأعلى.
وختم جيونجيوسي بيانه باتهام مباشر للقيادة السياسية: ' مررنا بمحرقة ونحن تحت إشرافهم، وهم مشغولون بالنائب العام، وإعفاءات الحريديم من التجنيد، وما إلى ذلك'، مشيرًا إلى أن القادة منشغلون بالصراعات السياسية الداخلية والقضايا الحزبية على حساب تحمل المسؤولية عن الكارثة الوطنية.
وتؤكد هذه الانتقادات المتماسكة، التي جاءت من عائلات الضحايا الذين فقدوا أحباءهم في أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل، على أزمة ثقة حادة بين الجمهور والقيادة السياسية، وتطرح تساؤلات جدية حول المساءلة والتعاطف في المستويات العليا لصنع القرار.


































