اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحرك استراتيجي لتنويع مصادر الاستيراد وتعزيز الأمن الغذائي
في خطوة غير معتادة منذ أكثر من عقد، أقدمت مصر على شراء شحنات قمح من كازاخستان عبر وكالة مستقبل مصر، لتسجل بذلك أول عملية استيراد علنية من هذا البلد منذ عام 2010، في ظل توجه حكومي واضح نحو تنويع مصادر الإمدادات الغذائية ومواجهة اضطرابات السوق العالمية.
تفاصيل الصفقة الجديدة
وبحسب موقع أوكراجريكونسلت المتخصص في الحاصلات الزراعية، فقد شملت الصفقة سفينتين محملتين بشحنتين بلغتا 11 ألف طن و21 ألف طن، وصلت إلى الموانئ المصرية منتصف سبتمبر الماضي. وتأتي هذه الشحنات ضمن جهود القاهرة لتعزيز المخزون الاستراتيجي من القمح وضمان استقرار الإمدادات.
تنويع الشركاء التجاريين
وتندرج الصفقة ضمن استراتيجية مصرية أوسع لتأمين الأمن الغذائي، إذ قامت القاهرة مؤخرًا بشراء القمح من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وبلغاريا ورومانيا. كما أبرمت الوكالة صفقات لشراء أربع سفن روسية بوزن 60 ألف طن لكل منها، بأسعار تراوحت بين 264 و265 دولارًا للطن لتسليم شهري أكتوبر ونوفمبر.
تراجع الواردات وتحديات السوق
وتشير البيانات إلى أن إجمالي واردات القمح إلى مصر، بما في ذلك المشتريات الخاصة، تراجع بنحو 30% خلال النصف الأول من عام 2025، ليبلغ نحو 5 ملايين طن فقط. ويعكس هذا الانخفاض التحديات التي تواجه الأمن الغذائي المصري وسط التقلبات الدولية وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.
كازاخستان.. شريك بديل في وقت حساس
تُعد كازاخستان، الدولة الحبيسة في قلب آسيا الوسطى، خيارًا استراتيجيًا بديلًا لمصر، بعد أن كانت تعتمد في السابق على الموانئ الروسية في البحر الأسود لتصدير الحبوب. ويمثل التعاون بين القاهرة ونور سلطان (أستانا سابقًا) تحولًا مهمًا في خريطة الإمدادات، يعزز مرونة مصر في مواجهة الأزمات العالمية.
دلالات اقتصادية وسياسية
ويرى خبراء زراعيون أن الصفقة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث شهدت الأسواق العالمية للقمح تقلبات حادة نتيجة للأزمات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الكبرى. كما تعكس قدرة مصر على التنويع في الشركاء التجاريين وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، وهو ما يعزز مرونتها في إدارة المخاطر ويقوي موقعها التفاوضي في السوق العالمية.
خطوة لتعزيز التوازن في السوق المحلية
ووفق محللين، فإن التوسع في مصادر الاستيراد يمنح القاهرة قدرة أكبر على تحقيق توازن بين الأسعار والجودة، وتجنب أي تأثيرات ناتجة عن سياسات التصدير من الدول الموردة التقليدية.
كما يُتوقع أن تسهم هذه السياسة في تخفيف الضغط على المخزون الوطني وتحسين إدارة المخاطر الغذائية على المدى الطويل.
استراتيجية مستدامة للأمن الغذائي
وتتجه الأنظار خلال الأشهر المقبلة إلى مدى قدرة الحكومة على الاستمرار في تنويع واردات القمح وتعزيز الشراكات الجديدة، بما يضمن تلبية احتياجات السكان المتزايدة، وحماية السوق المحلية من أي اضطرابات محتملة في سلاسل الإمداد العالمية.