اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
بينما يستعد زعماء العالم لحضور قمة شرم الشيخ، التي ستشهد توقيع ضمانات استمرار وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب، اللذين يترأسان هذه القمة التاريخية.
الحدث يمثل لحظة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعيد طرح السؤال الجوهري: هل يمكن أن تؤدي خطة ترامب إلى سلام دائم في الشرق الأوسط؟
بحسب تحليل نشره موقع كونفرسيشن (The Conversation)، فإن خطة ترامب تتضمن مجموعة من البنود الأمنية والإنسانية، أبرزها وقف إطلاق النار، إطلاق جميع الرهائن، علاوة على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق داخل قطاع غزة، وإطلاق سراح أكثر من 1900 أسير فلسطيني.
كما تنص على إدخال مساعدات إنسانية عاجلة، وبدء عملية إعادة إعمار واسعة النطاق بإشراف دولي.
لكن التحليل يشير إلى أن هذه البنود، رغم أهميتها، لا ترقى بحد ذاتها إلى مستوى اتفاق سلام شامل، إذ إنها تتجاهل القضايا الجوهرية للصراع، مثل مستقبل القدس، وحق العودة للاجئين، ووضع الدولة الفلسطينية.
ويؤكد الموقع أن 'وقف إطلاق النار ليس معاهدة سلام، ولا حتى هدنة رسمية'، بل هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل ومعقد، يتطلب معالجة الجذور السياسية والإنسانية للصراع.
كما يرى تحليل كونفرسيشن أن ترامب يسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز صورته الدولية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية النصفية. فترؤسه لما يسمى بـ'مجلس السلام'، وهو هيئة تنفيذية تشرف على تطبيق بنود الاتفاق، يعكس رغبته في لعب دور مباشر في إدارة العملية، وربما طموحه لنيل جائزة نوبل للسلام في العام المقبل.
ومع ذلك، فإن نجاح الخطة يتوقف على مدى التزام الأطراف، وقدرة المجتمع الدولي على توفير الضمانات، وتجاوز إرث طويل من الفشل والدماء.
من جهة أخرى، فإن ردود الفعل على الخطة جاءت متباينة. حركة حماس تتعامل بحذر بشأن البنود المتعلقة بنزع السلاح، وكثيرا ما وصفتها بأنها 'إملاءات أمريكية منحازة لإسرائيل'، بينما رحبت السلطة الفلسطينية ببعض جوانبها، لكنها طالبت بضمانات دولية لتنفيذها.
إسرائيل، من جانبها، أبدت استعدادًا مبدئيًا للتعاون، لكنها اشترطت مراقبة دولية صارمة لأي انسحاب عسكري.
وأعربت الدول العربية، مثل مصر والأردن، عن ترحيب حذر بالخطة، مشددة على ضرورة أن تكون جزءًا من عملية سلام شاملة لاحقًا تشمل جميع القضايا الجوهرية.
أما إيران، فقد اعتبرت الخطة 'مؤامرة أمريكية إسرائيلية'، ورفضت أي دور لترامب في إدارة الملف الفلسطيني.
التحليل في كونفرسيشن يخلص إلى أن 'الأمل موجود، خاصة في ظل الإرهاق الشعبي من الحرب، لكن التفاؤل يجب أن يكون مشروطًا بالواقعية'. فالتجارب السابقة أظهرت أن أي اتفاق لا يعالج القضايا الجوهرية، ولا يضمن مشاركة جميع الأطراف الفاعلة، يبقى هشًا وعرضة للانهيار.
تمثل خطة ترامب لوقف إطلاق النار، كما ستُناقش في قمة شرم الشيخ، محاولة جريئة لإعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، لكنها لا تزال تواجه تحديات بنيوية وسياسية وأمنية، تجعل من تحقيق سلام دائم أمرًا معقدًا. نجاح الخطة يتوقف على مدى التزام الأطراف ببنودها، وعلى قدرة القمة في شرم الشيخ على تحويل الهدنة إلى مسار سياسي مستدام.