اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
تواصل الدورة السادسة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية ترسيخ تقليدها في الاحتفاء بالذاكرة السينمائية العربية والافريقية، عبر برنامج يجمع بين التكريم، العروض الخاصة، والأنشطة المهنية، في تقاطع واع بين الماضي والحاضر، وبين السينما بوصفها فنا وشهادة تاريخية.
في الساعة 14:30 بقاعة الطاهر شريعة، افتتحت فعالية تكريم الناقد السينمائي اللبناني الراحل وليد شميط، تحت عنوان دال هو 'حياة في قلب السينما'، عنوان يلخص مسيرة رجل جعل من السينما أفقا فكريا وممارسة يومية، لا مجرد موضوع كتابة.
وليد شميط، المولود سنة 1941 في عالية، كان من أوائل من تعاملوا مع النقد السينمائي باعتباره فعلا ثقافيا شاملا. اكتشف السينما والمسرح في البرازيل، قبل أن يعود إلى لبنان منتصف الستينيات ليكرس حياته للفن السابع كتابة، تنظيرا، ومشاركة فعلية في المشهد السينمائي. كتب في صحف لبنانية مرجعية، وأسهم في تأسيس نادي الفيلم العربي في بيروت، الذي تحول إلى فضاء ثقافي حي.
امتدت تجربته إلى التلفزيون، حيث قدم برامج مرجعية عن السينما المصرية واللبنانية، كما خاض التمثيل في أفلام عربية بارزة، وأخرج أفلاما وثائقية، وشارك في كتابة كتب مرجعية، من بينها 'فلسطين في السينما'. وفي باريس، حيث استقر منذ 1990، لعب دورا اعلاميا بارزا عبر إذاعة الشرق، وأصدر سنة 2001 كتابه المهم 'يوسف شاهين حياة للسينما'. رحل وليد شميط في فيفري 2024، تاركا أثرا مركبا يجمع بين النقد، المعرفة، والممارسة.
وعلى مستوى العروض الخاصة، شهدت القاعات برمجة أفلام جديدة تعكس تنوع التجارب العربية المعاصرة. في قاعة 350، عرض فيلم 'آية' للمخرجة التونسية مايا عجمية ايد زلامة، الذي يتناول الحداد من زاوية طفولية حساسة، حيث تتحول الخسارة إلى مسار نضج داخلي. وفي قاعة زفير بالمرسى، عرض فيلم 'المستعمرة' للمخرج المصري محمد رشاد، كعمل يربط بين الدراما العائلية ونقد شروط العمل والاستغلال الطبقي، في سينما واقعية تقترب من الجرح الاجتماعي دون مباشرة.
بالتوازي، تتواصل فعاليات قرطاج للمحترفين، التي تجمع بين التكوين والنقاش. فقد انطلقت ورشة 'تكميل'، إلى جانب دروس متخصصة حول رواية القصص السينمائية، وجلسة حوارية حول تمويل وتوزيع السينما العربية والافريقية، وهي محاور تؤكد وعي المهرجان بأن مستقبل السينما لا ينفصل عن شروط انتاجها وتداولها.
كما تتواصل المعارض المرافقة، من معرض أفيشات السينما الارمينية، إلى معرض تكريم سليمان سيسيه، في المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، لتكمل صورة مهرجان لا يكتفي بعرض الافلام، بل يسعى إلى بناء ذاكرة بصرية ونقدية متكاملة.


































