كيف أحدثت ثورة يوليو نقلة نوعية في التعليم والصحة؟.. خبير يوضح

أكد الدكتور صفوت الديب مدير الأكاديمية العسكرية للدارسات العليا والاستراتيجية الأسبق أن التعليم قبل ثورة 23 يوليو لم يكن كما يُروَّج له، موضحًا أن مجانية التعليم كانت مقتصرة فقط على المرحلة الأساسية.

وقال الديب خلال برنامج 'حقائق وأسرار' المذاع على قناة 'صدى البلد': 'لم تكن هناك مدارس في القرى، حيث كانت نحو 4500 قرية خالية تمامًا من أي شكل من أشكال التعليم ونسبة الأمية بلغت أكثر من 75%، إذ وصلت إلى 95% بين الإناث، ونحو 70 إلى 75% بين الذكور، وكانت الدولة لا تتدخل في بناء المدارس، التي كانت تُقام عبر مبادرات أهلية كالجمعيات الخيرية والمساهمات المجتمعية'.

وأضاف: 'ميزانية التعليم في عامي 1951-1952 بلغت 30 مليون جنيه فقط، دون أي استثمارات حقيقية في البنية التحتية، حيث كانت الدولة تخصص صفر جنيه للاستثمار في التعليم وميزانية الدولة بالكامل آنذاك كانت حوالي 195 مليون جنيه، منها 39 مليون جنيه فقط كعجز، ولم تُخصص سوى مليونين للصناعة'.

وتابع: 'في المقابل، بعد الثورة، بدأت الدولة ببناء مدرسة كل يوم، وارتفعت ميزانية التعليم من 30 إلى 79 مليون جنيه خلال سنوات قليلة، وزادت مخصصات التعليم الجامعي والعام بنسبة 300% مع نهاية عهد الرئيس عبد الناصر'.

ونوّه الدكتور الديب إلى الزيادة الهائلة في أعداد الطلاب في كافة المراحل التعليمية بين عامي 1952 و1970، بنسبة بلغت 300% واستشهد بما قاله طبيب الغلابة عن أن التعليم المجاني وحده أتاح له الفرصة للالتحاق بالجامعة، مؤكدًا أن هذا التحول كان محوريًا في بناء الكفاءات الوطنية.

وعن قطاع الصحة، أوضح أن عدد سكان مصر في عام 1919 كان حوالي 13.5 مليون نسمة، وارتفع إلى 18.5 مليون وقت حرب 1948، ثم وصل إلى حوالي 20.5 مليون نسمة مع قيام الثورة في 1952 ومع وفاة عبد الناصر عام 1970 بلغ عدد السكان نحو 32.5 مليون نسمة، أي بزيادة قدرها 60% خلال 18 سنة فقط وأشار إلى أن معدل المواليد كان مرتفعًا في الحالتين، لكن ما تغيّر هو معدل البقاء على قيد الحياة، وهو ما يدل على تحسن الخدمة الصحية بعد الثورة.