"اتفاق المعادن النادرة" منها.. ياحث يوضح أبرز مكاسب ترامب من زيارته الآسيوية

لخصت الباحثة في الشؤون الدولية رندى أحمد، زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآسيوية، بالقول إن ترامب يعود من آسيا محمّلًا بالصفقات: اتفاق تاريخي مع الصين، تهدئة نووية مع روسيا، واستثمارات ضخمة من اليابان وكوريا.

وأوضحت أنه في ختام جولة آسيوية شديدة الزخم امتدت من بكين إلى طوكيو وصولًا إلى سيول، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية، بعد سلسلة لقاءات عسكرية واقتصادية، تصدّرها الاجتماع المطوّل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. اللقاء الذي استمر 90 دقيقة داخل قاعدة عسكرية مغلقة، أعاد ترتيب أولويات الصراع الاقتصادي بين واشنطن وبكين، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصفقات بدل المواجهة.

وخلال المؤتمر الصحفي على متن الطائرة — وسط مطبّات جوية عنيفة ومزاح متبادل مع الصحفيين — أعلن ترامب عن تسوية الخلاف التاريخي مع الصين حول تصدير المعادن النادرة والثمينة، مؤكدًا أن بكين وافقت على إلغاء قيود التصدير السابقة التي كبّلت الصناعات الأميركية لسنوات.

كما أعلن خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 57% إلى 47%، واصفًا الاتفاق بأنه خطوة تمهّد لاستقرار تجاري عالمي جديد. وقال: “الاجتماع كان رائعًا، اتخذنا قرارات مهمة واتفقنا على الكثير، وسنعلن التفاصيل قريبًا.” وعن تقييمه للقاء قال ترامب بطريقته المألوفة التي تمزج الثقة بالمبالغة: “على مقياس من 0 إلى 10، حيث 10 هي الأفضل… أعتبر الاجتماع 12.”

وبينما كانت الطائرة تهتز فوق المحيط، قال ترامب مازحًا للصحفيين: “يا لها من رحلة صعبة! هذه المقابلات صعبة بما فيه الكفاية بدون أن تكون حياتك فيها بخطر. هل الجميع بخير؟ سيكون مظهرنا اليوم سيئًا على التلفاز!” لكن خلف المزاح، كانت الصفقة الأميركية الصينية تتبلور بجدية. فقد ألغت بكين قيودها على المعادن، وخفّضت رسوم الفنتانيل من 20% إلى 10%، في حين استعاد المزارعون الأميركيون سوقهم الصيني لتصدير فول الصويا. الأسواق العالمية التقطت الإشارة سريعًا: أسعار النفط انخفضت، وسوق الحبوب استقرت، والأسهم الآسيوية أغلقت على ارتفاع.

ترامب وصف اللقاء بأنه “مذهل”، فيما ظهر شي جين بينغ مبتسمًا أمام الكاميرات، في مشهد أعاد إلى الأذهان أسلوب “الصفقات المتوازنة” الذي اشتهر به ترامب منذ حملته الأولى. وكما علّقت وسائل إعلام أميركية مثل NBC وCNN وNYP.

ويضيف: “ترامب وشي أثبتا أن التفاوض بين الخصوم لا يعني التنازل، بل القدرة على تحديد ما يحتاجه كل طرف ثم إعلان النصر المتبادل.”

وتوضح الباحثة رندى أنه في الكواليس، تجنّب الطرفان الحديث عن تايوان بشكل متعمّد، في خطوة وُصفت بأنها “ذكاء تفاوضي”، إذ إن طرح الملف كان سيُفشل كل شيء. المفاوضات لم تكن معجزة، لكنها كانت حسابات دقيقة لمصالح اقتصادية حيوية، أعادت التوازن إلى علاقة اهتزت منذ حرب التعريفات عام 2019.

وتشير الباحثة إلى أنه قبل لقائه بالرئيس الصيني، وقّع ترامب أوامر بإعادة استئناف التجارب النووية الأميركية للمرة الأولى منذ 1992، خطوة فسّرها محللون على أنها استعراض قوة في وجه موسكو وبكين أكثر من كونها قرارًا علميًا. “الأمر ليس عن العلم... إنه عن استعراض القوة. لحظة من زمن الحرب الباردة: انظروا ماذا نملك.”

ويضيف ترامب: “نحن نتحدث مع روسيا حول نزع السلاح النووي. لدينا أكثر من أي دولة، لكن إذا اختبروا، علينا أن نختبر. أعتقد أن نزع السلاح سيكون أمرًا عظيمًا. روسيا الثانية، الصين الثالثة، وستلحق بنا خلال أربع أو خمس سنوات.” واختتم: “نحن فعلًا نتحدث مع موسكو حول ذلك، وقد تنضم الصين إذا مضينا في اتفاق.”