كيف يؤثر الجفاف العالمي وطلب الشتاء على أسعار البن في مصر؟

شهدت أسعار البن في مصر زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، إذ سجلت الأسعار ارتفاعًا يصل إلى 15% خلال الأشهر الماضية، ونتج عن هذا الارتفاع ارتفاع أسعار الكيلو من البن، حيث وصل سعر الكيلو من البن السادة إلى نحو 480 جنيهًا، بينما بلغ سعر الكيلو من البن المحوج حوالي 600 جنيه.

وجاء هذا الارتفاع نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تقلبات الأسعار في الأسواق العالمية، والتي تؤثر بشكل مباشر على السوق المحلي بسبب استيراد مصر لمعظم احتياجاتها من البن.

ووفقًا لتصريحات حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية، فإن الزيادة في أسعار البن على الصعيد العالمي تعود إلى عدة عوامل، من بينها الجفاف في مناطق إنتاج البن الكبرى مثل البرازيل، وهو الأمر الذي أثر على المحاصيل وأدى إلى زيادة الأسعار العالمية بنسبة 15%.

كما أدت زيادة الطلب على البن في فصل الشتاء في ارتفاع سعر البن إذ يعتبر فصل الشتاء من الفصول التي تشهد زيادة في الطلب على القهوة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بفصل الصيف، وهو ما ساهم في رفع الأسعار.

كذلك أدت بعض المشكلات في شحن البن من الخارج نتيجة التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل البحر الأحمر إلى زيادة تكاليفه، ما أثر بشكل مباشر على أسعار البن المستورد.

يبلغ استهلاك المصريين من البن حوالي 70 ألف طن سنويًا، وتعتبر القهوة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للكثير من المواطنين، وتعد مصر من أكبر مستوردي البن في المنطقة، إذ تستورد حوالي 80 ألف طن من البن سنويًا، وتأتي هذه الكميات بشكل رئيسي من دول مثل البرازيل والهند وإثيوبيا.

وفي إطار سعيها لتقليل الاعتماد على الاستيراد، أعلنت مصر مؤخرًا عن نجاح تجاربها الأولية في زراعة البن على أراضيها، إذ أنه وفقًا لمصادر الحكومية، يتم حاليًا إجراء تجارب لزراعة البن في منطقة القناطر الخيرية (شمال القاهرة) على مساحة 120 ألف شتلة، كما يتم العمل على توسيع التجربة لتشمل محافظات أخرى في المستقبل القريب.

ويعد هذا التوجه خطوة هامة نحو توطين زراعة البن في مصر، وهو ما قد يقلل من فاتورة الاستيراد ويسهم في توفير العملة الصعبة، ومع أن التجربة ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى أن الإنتاجية وصلت إلى 7-9 كيلوجرام للشجرة، وهو ما يعطي أملًا بتحقيق الاكتفاء الذاتي من البن في المستقبل.

ورغم التفاؤل الذي يبديه البعض بشأن هذه التجربة، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها، أبرزها ملائمة المناخ لزراعة البن، حيث يحتاج المحصول إلى مناخ خاص وارتفاع معين عن سطح البحر، وتشير التوقعات إلى أن المناخ المصري قد يشكل عائقًا أمام تحقيق نتائج متميزة، خصوصًا في ظل التقلبات المناخية العالمية التي تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية، إضافة إلى ذلك، قد تؤدي عمليات ضبط بيئة الزراعة إلى زيادة تكلفة الإنتاج، مما يطرح تساؤلات بشأن القدرة التنافسية مع الدول المتمرسة في زراعة البن مثل البرازيل وكولومبيا.