اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لطالما استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصفًا ساخرًا لسلفه الديمقراطي جو بايدن، حيث أطلق عليه لقب 'جو النعسان' في أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية عام ٢٠٢٠، وقد وظّف هذا الوصف كأداة دعائية لتصوير بايدن على أنه ضعيف التركيز، قليل النشاط، وغير قادر على قيادة البلاد في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها الولايات المتحدة. وقد نقلت صحيفة 'واشنطن بوست' في حينه تصريحات متعددة لترامب يكرر فيها هذا اللقب، مشيرًا إلى أن بايدن 'لا يملك الطاقة الكافية لإدارة الدولة'.
لكن المفارقة الساخرة تجلّت مؤخرًا حينما تداولت وسائل الإعلام الأمريكية صورًا للرئيس ترامب نفسه وهو يغفو أثناء مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، كان مخصصًا للإعلان عن تخفيض أسعار أدوية إنقاص الوزن من نوع 'جي إل بي واحد'.
وقد أثارت هذه الصور موجة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، دفعت حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم إلى نشر تعليق ساخر وصف فيه ترامب بأنه 'زعيم النعاس'، في إشارة إلى تكرار لحظات الغفوة التي طالت الرئيس في مناسبات مختلفة.
وقد أوردت صحيفة 'ذا إندبندنت' البريطانية هذا التعليق ضمن تغطيتها للحدث، مشيرة إلى أن نيوسوم نشر صورًا لترامب وهو مغمض العينين في أكثر من مناسبة رسمية.
وفي تغطية أخرى نشرتها شبكة 'ياهو نيوز'، تم وصف المشهد بأنه لحظة ارتباك واضحة، حيث بدا ترامب وكأنه يكافح للبقاء مستيقظًا بينما كان وزير الصحة روبرت كينيدي الابن يتحدث عن تفاصيل البرنامج الصحي، بحضور الطبيب المعروف محمد أوز.
وقد نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن يكون الرئيس نائمًا، مؤكدة أنه 'كان يغمض عينيه للحظة'، لكن الصور التي انتشرت على نطاق واسع أثارت جدلًا واسعًا حول مدى يقظة الرئيس وتركيزه في لحظة إعلان أنباء مهمة.
أما شبكة 'نيوز إيتين' فقد تناولت الحدث من زاوية سياسية ساخرة، مشيرة إلى التناقض الصارخ بين سخرية ترامب السابقة من بايدن، وبين الواقعة التي طالته بنفس السلوك الذي انتقده. وقد عنونت تغطيتها بعبارة 'من حفر حفرة لأخيه وقع فيها'، في إشارة إلى أن الخطاب السياسي القائم على السخرية الشخصية قد يرتد على صاحبه في لحظة غير متوقعة.
وفي تحليل سياسي نشرته شبكة 'تايمز ناو'، تم اعتبار الحدث لحظة كاشفة عن هشاشة الخطاب السياسي الذي يعتمد على الشخصنة والتقليل من الخصوم، حيث أن ترامب نفسه أصبح مادة للسخرية بنفس الأسلوب الذي استخدمه ضد منافسيه.
وقد أشار التحليل إلى أن هذه الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات أعمق حول معايير التركيز واليقظة في القيادة السياسية، بعيدًا عن الانتماءات الحزبية أو التوجهات الأيديولوجية.
إن المفارقة التي كشفتها هذه الواقعة لا تقتصر على الجانب الساخر فحسب، بل تمتد إلى عمق الخطاب السياسي الأمريكي الذي بات يعتمد على النعوت الشخصية كأداة للتأثير الجماهيري. فحينما يتحول الرئيس نفسه إلى موضوع للسخرية بسبب سلوك سبق أن انتقده بشدة، فإن ذلك يضعف من مصداقية الخطاب ويكشف عن تناقضات جوهرية في الأداء السياسي.
كما أن التغطية الإعلامية الغربية، رغم طابعها الساخر، لم تغفل الإشارة إلى الجدل الصحي والسياسي المحيط بالرئيس، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا لدى الرأي العام الأمريكي بمدى جاهزية القادة لأداء مهامهم في ظل الضغوط المتزايدة.


































