التخطيط: تحسن ملحوظ في رصيد مصر من رأس المال البشري

استعرض الدكتور معتز عبدالكريم، أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي، تعريف رأس المال البشري على أنه مجموعة الموارد غير الملموسة التي يمتلكها البشر والتي تعمل على زيادة إنتاجيتهم، ويشمل ذلك التعليم، التدريب، والصحة، وأوضح أن استثمار الدولة في تحسين مستوى التعليم والتدريب يساهم في تطوير رأس المال البشري وبالتالي زيادة الإنتاجية الاقتصادية.

وأشار خلال مناقشته دراسه أعدها حول تأثير رأس المال البشري على الاستثمارات والنمو الاقتصادي إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في رصيد مصر من رأس المال البشري، حيث أظهرت مؤشرات التنمية البشرية أن نسبة الالتحاق بالمدارس في المرحلة الثانوية قد ارتفعت من 38.89% في السبعينيات إلى 77.51% خلال الفترة من 2010 إلى 2022.

تتمثل أهمية الدراسة في مساعدتها لصانعي القرار على الاستفادة القصوى من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. فالدراسة تشير إلى أن تأثير الاستثمار الأجنبي المباشر على النمو الاقتصادي يعتمد بشكل أساسي على مستوى رأس المال البشري في مصر، وعليه، فإن تحسين رأس المال البشري يعتبر أمرًا حيويًا لضمان أقصى استفادة من هذه الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وأشار استاذ الاقتصاد، إلى تباين الآراء حول تأثير الاستثمار الأجنبي المباشر على النمو الاقتصادي، فالبعض يرى أن هذه الاستثمارات تلعب دورًا إيجابيًا من خلال نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى البلد المستقبل، مما يعزز النمو والتحديث، بينما يرى آخرون أن الاعتماد الزائد على الاستثمارات الأجنبية قد يؤدي إلى تبعية اقتصادية، ويزيد من تأثير الشركات الأجنبية على الاقتصاد المحلي، مما قد يضر بالشركات الصغيرة ويؤثر على النمو المحلي.

وأكد أن تأثير الاستثمار الأجنبي المباشر على النمو الاقتصادي يعتمد بشكل كبير على قدرة الدولة على استيعاب التكنولوجيا المنقولة من خلال هذه الاستثمارات، لكن هذه القدرة على الاستيعاب تتوقف على مستوى رأس المال البشري المتاح في الدولة المضيفة، حيث أن توفر قوى عاملة مدربة يمكنها التعامل مع التقنيات الحديثة يؤدي إلى استفادة أكبر من الاستثمارات الأجنبية.