اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
في تطور يترقبه العالم، يقف المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي يُوصف بأنه أكبر متحف أثري في العالم، على مقربة من افتتاحه الأسطوري الكبير في يوليو المقبل. هذا الصرح الثقافي الضخم، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة الشاهقة، ويمثل أكثر من مجرد متحف؛ إذ أنه استثمار جريء في مستقبل السياحة العالمية، وهو مصمم لتعزيز مكانة مصر كمركز لا يضاهى للتراث الحضاري وفقًا لمجلة نيوزويك.
لماذا يكتسب المتحف المصري الكبير هذه الأهمية؟
يستلهم المتحف المصري الكبير سحره من الشغف العالمي بالحضارة المصرية القديمة، إحدى أكثر الحضارات إثارة للدراسة في تاريخ البشرية وهو استثمار استراتيجي هائل في قطاع السياحة، الذي يمثل شريانًا حيويًا لاقتصاد البلاد، والذي واجه تحديات في السنوات الأخيرة. يهدف المتحف إلى جذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، مما سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري ويعزز مكانته على الخريطة الثقافية العالمية.
ما الذي نعرفه عن هذا الصرح العظيم؟
وكشفت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها Google Earth عن التقدم المذهل في أعمال بناء المتحف المصري الكبير، الذي صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه سيكون الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة. وفي فبراير الماضي، أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي قد وجه دعوات رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك إسبانيا فيليب السادس لحضور حفل الافتتاح. وشهدت المرحلة التجريبية للمتحف زيارات من شخصيات بارزة ونجوم، من بينهم مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولس.
ويمتد المتحف على مساحة 100،000 متر مربع، مخصص منها 45،000 متر مربع للمعارض، بينما تضم المساحة المتبقية مكتبة متطورة، ومختبرات حديثة للترميم، وسينما، ومتاجر متنوعة، ومطاعم فاخرة. سيحتضن المتحف 100،000 قطعة أثرية فريدة من الحضارة المصرية القديمة، تغطي العصور الفرعونية واليونانية والرومانية. ومن أبرز مجموعاته ستكون مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون، بما في ذلك كرسي الاحتفالات الخاص به والمقصورة الذهبية التي تعكس روعة الفن المصري القديم.
وتعمل مصر بنشاط على استعادة القطع الأثرية القديمة التي تعتبر أنها أُخذت بشكل غير قانوني من البلاد على مدى العقود الماضية.
وتتبع السلطات المصرية هذه القطع بدقة من خلال المزادات الدولية، والمبيعات عبر الإنترنت، والقنوات الدبلوماسية. وقد نجح المسؤولون المصريون في استعادة عشرات الآلاف من الآثار منذ عام 2011، بما في ذلك من الولايات المتحدة، في إشارة إلى الجهود الحثيثة للحفاظ على التراث الثقافي المصري.
ونشرت صحيفة ميامي هيرالد صورًا للتابوت الذهبي لتوت عنخ آمون (حكم مصر بين 1342-1325 قبل الميلاد) أثناء ترميمه في مختبر الترميم بالمتحف المصري الكبير الحديث البناء في الجيزة بضواحي القاهرة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المتحف 'هدية مصر للعالم'، مضيفة أن افتتاحه قد يكون 'أكبر حدث ثقافي في العالم في العقد الماضي وفي العقد القادم'.
من جانبه، أكد الرئيس السيسي، في كلمة له بأكاديمية الشرطة في ديسمبر الماضي، أن 'المتحف الكبير يمثل نقلة نوعية في متاحف العالم وليس في مصر فقط، لأنه أكبر متحف لحضارة واحدة وهي الحضارة الفرعونية'.
وفي تقرير مراجعة التراث العالمي لعام 2017، ذكرت منظمة اليونسكو أن 'مائة ألف قطعة أثرية ستجد منزلها الجديد في المتحف المصري الكبير. خمسون ألفًا منها ستعرض بشكل دائم، بما في ذلك 30،000 قطعة لم يسبق عرضها من قبل'.
ووفقًا لصحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، يُعد المتحف المصري الكبير إنجازًا هندسيًا ومعماريًا فريدًا، يعكس قدرة مصر على تنفيذ مشاريع ضخمة تليق بحضارتها العريقة. ويشير تقرير للصحيفة إلى أن المتحف ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو رمز للانتعاش الاقتصادي والثقافي في المنطقة.
وتتوقع الصحيفة أن يسهم المتحف في تعزيز الروابط الثقافية بين مصر والعالم، وجذب استثمارات جديدة في قطاع السياحة والضيافة. كما يسلط التقرير الضوء على التطورات التكنولوجية المستخدمة في المتحف، والتي ستوفر تجربة تفاعلية وغامرة للزوار، مما يجعله وجهة لا غنى عنها لمحبي التاريخ والثقافة.
من المتوقع أن يبدأ المتحف المصري الكبير فعاليات افتتاحه على مدى عدة أيام اعتبارًا من 3 يوليو. وسيغلق المتحف أبوابه أمام الجمهور من 15 يونيو وسيعاد افتتاحه في 6 يوليو، ليفتح أبوابه أخيرًا أمام الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بكنوز الحضارة المصرية القديمة في صرح يليق بعظمتها.