اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكدت صحيفة ذا ناشيونال، وفقا لمصادر مطلعة إن الاتفاق، وفق ضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، يتيح بدء المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام في غزة، مع استمرار التفاوض لاحقًا على الملفات الأكثر تعقيدًا، بما في ذلك موضوع السلاح والتنظيم المدني. وشدد المسؤولون الفلسطينيون على أن أي قرارات مستقبلية بشأن هذه القضايا ستُتخذ من قبل الشعب الفلسطيني، وليس الفصائل فقط، ما يعكس وعيًا بالحدود السياسية للقوى المختلفة.
في فجر يوم الأربعاء، بينما كانت القاهرة لا تزال في ظلام ما قبل الفجر، هبطت طائرة خاصة تحمل مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، على العاصمة المصرية. استُقبل الوفد بأسطول من السيارات المدرعة السوداء المزودة بزجاج داكن، ونُقل بسرعة بعد تبادل التحيات الموجزة مع المسؤولين المصريين الذين استقبلوهم.
وتشير صحيفة ذا ناشيونال إلى أن هدف وصول الوفد الأمريكي كان إتمام المفاوضات المتقدمة لإنهاء الحرب في غزة، والتي بدأت يوم الاثنين في مصر، وكان لا بد من مشاركة كبار المسؤولين الأمريكيين لإغلاق الصفقة النهائية.
وعلى الرغم من أهمية الزيارة، فإنهما كانا مجرد رسل ضمن عملية أكثر تعقيدًا، أفضت بحلول منتصف ليل الأربعاء إلى اتفاق يمكن أن يغير مسار واحدة من أكثر الفصول دموية في القضية الفلسطينية على مدى عقود.
وحمل المبعوثان رسالة من الرئيس ترامب إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تسلّمها حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات المصري القوي، وسلمها مباشرة إلى السيسي قبل أدائه صلاة الفجر وروتينه الرياضي الصباحي، وفقًا لمصادر صحفية أُبلغت بها ذا ناشيونال.
تضمنت الرسالة، التي لم تتجاوز خمسة أسطر، إشادة بجهود الرئيس السيسي لإنهاء الحرب في غزة وضمانات بأن إدارته لن تتراجع عن تنفيذ كامل خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي عرضها الأسبوع الماضي.
وأكدت المصادر أن مضمون الرسالة ركز على أن ترامب يود إنهاء الحرب وأن مبعوثيه مُكلفون بتحقيق هذا الهدف، مع إعطاء مصر دورًا محوريًا في ضمان التقدم الفوري نحو اتفاق شامل.
وبحلول وقت متأخر من صباح الأربعاء، صرح الرئيس السيسي في حفل تخريج للشرطة في العاصمة الإدارية الجديدة قائلًا إنه تلقى “أخبارًا جيدة” عن سير المفاوضات في شرم الشيخ، مضيفًا: “لقد جاء المبعوثون الأمريكيون برسالة قوية وعزيمة واضحة من الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في هذه الجولة من المفاوضات”.
وفي خطوة مفاجئة، دعا الرئيس السيسي ترامب لحضور مراسم توقيع الاتفاق في مصر، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على أهمية الدور المصري في تسهيل الصفقة، رغم التوترات السابقة بين الطرفين، بما في ذلك اقتراح ترامب نقل سكان غزة لإنشاء منتجع فاخر، الذي أثار جدلًا واسعًا.
وحسب تقرير ذا ناشيونال، استمرت المفاوضات بين الوفود المصرية والأمريكية والإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى الوساطة القطرية والتركية، على مدار اليوم. وتناول النقاش مخاوف حركة حماس من فقدان أوراقها التفاوضية عند الإفراج عن الرهائن الـ48، وضمانات عدم عودة القوات الإسرائيلية إلى مناطق محددة بعد الانسحاب، وهو ما لعب دورًا حاسمًا في موافقتها على المرحلة الأولى من الاتفاق.
وتشير الصحيفة إلى أن المفاوضين ذكّروا وفد حماس بالحقائق القاسية الناتجة عن عامين من الحرب، حيث تضررت غزة بشكل كبير، وسجلت خسائر بشرية تجاوزت 67 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، كما أدى الحصار إلى تفاقم المجاعة بين نحو مليوني شخص يعيشون في القطاع.
وقد لاقى هذا التذكير صدى كبيرًا لدى المفاوضين، ما ساهم في دفعهم لقبول الاتفاق، حتى وإن كان ناقصًا في بعض التفاصيل المتعلقة بالأسلحة وإعادة الإعمار.
ويؤكد تقرير ذا ناشيونال أن رسالة ترامب وضماناته كانت العامل الحاسم الذي منح القاهرة الثقة للمضي قدمًا نحو توقيع الاتفاق، مؤكدين أن التنفيذ الكامل للخطة يعتمد على التزام جميع الأطراف بما تم الاتفاق عليه، مع إبراز الدور المصري كمحور أساسي في تثبيت السلام وضمان استقراره في غزة.