اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الدفاعية الغربية، أعلنت الهند عن مشروع لدمج صاروخ 'ميتيور' الأوروبي بعيد المدى في مقاتلات 'سوخوي-30MKI' التي صُممت في روسيا، وتخدم ضمن أسطول القوات الجوية الهندية. ورغم أن أعمال التحديث ستتم داخل الهند، إلا أن تقارير متعددة أكدت تورط خبراء روس في مراحل التخطيط والتنفيذ، ما يفتح الباب أمام تساؤلات أمنية حساسة حول مستقبل هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وقد أكدت شركة MBDA الأوروبية المصنعة للصاروخ أن المشروع ممكن تقنيًا، خاصة بعد تطوير الهند لرادار 'فيروباكشا' الجديد القادر على رصد أهداف على مسافات تصل إلى 300 كيلومتر، وفقًا لموقع ديفينس إكسبريس المتخصص في شؤون الدفاع.
تجدر الإشارة إلى أن صاروخ 'ميتيور'، الذي يُعد من أكثر الصواريخ جو-جو تطورًا في العالم، يتميز بمدى يتجاوز 100 كيلومتر، وسرعة تفوق سرعة الصوت، ونظام دفع نبضي يمنحه قدرة مناورة عالية. وقد استخدمته الهند سابقًا على طائرات 'رافال'، لكن دمجه في 'سوخوي-30MKI' سيضاعف من عدد المنصات القادرة على إطلاقه، مما يعزز من قدرات الردع الجوي الهندية في مواجهة التحديات الإقليمية.
وبحسب موقع 'ديفينس إكسبريس'، فإن عملية الدمج تعتمد بشكل كبير على نجاح الهند في إنتاج راداراتها الجديدة، وعلى قدرتها في تجاوز العقبات التقنية التي واجهتها في مشاريع سابقة. ومع أن الهند تسعى لتنفيذ المشروع بشكل مستقل، إلا أن أصل الطائرة الروسي يجعل من مشاركة المهندسين الروس أمرًا شبه مؤكد، خاصة في مراحل التخطيط والتكامل الإلكتروني.
الا أن هذا التعاون يثير مخاوف أمنية جدية، إذ أن وصول روسيا إلى بيانات الأداء أو الوثائق التقنية الخاصة بصاروخ 'ميتيور' قد يمنحها فرصة لفهم نقاط القوة والضعف في أحد أكثر أنظمة التسليح الأوروبية تقدمًا. ورغم أن البعض يشكك في قدرة موسكو على إعادة هندسة هذه التكنولوجيا، إلا أن مجرد الاطلاع على خصائصها قد يساعدها في تطوير صواريخها الخاصة مثل R-37M، أو ابتكار وسائل مضادة تقلل من فعالية 'ميتيور' في المعارك المستقبلية.
وقد أشار التقرير إلى أن روسيا بدأت بالفعل في تسليح طائراتها من طراز 'سوخوي-30SM2' و'سوخوي-35S' بصواريخ بعيدة المدى مثل R-77-1 وR-37M، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بتوسيع قدراتها في الاشتباك الجوي بعيد المدى. وإذا ما حصلت على معلومات دقيقة حول 'ميتيور'، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع تطوير منظوماتها الخاصة أو تحسين تكتيكاتها الدفاعية.
من جهة أخرى، يرى محللون أن الهند تسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز استقلالها الدفاعي، عبر الجمع بين التكنولوجيا الروسية المتينة والتقنيات الغربية المتقدمة، مما يمنحها مرونة استراتيجية أكبر في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع الصين وباكستان. ويُنظر إلى هذا الدمج كجزء من سياسة هندية أوسع تهدف إلى تنويع مصادر التسليح وتطوير قدراتها الذاتية في التصنيع العسكري.
لكن السؤال الذي يطرحه الخبراء الغربيون هو: لماذا تسمح أوروبا بدمج أحد أكثر صواريخها تقدمًا في طائرة ذات تصميم روسي، في وقت تُظهر فيه الولايات المتحدة تشددًا واضحًا في حماية تقنياتها، كما حدث في قرارها منع تسليم طائرات F-35 إلى تركيا بعد شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400؟ هذا التناقض يسلط الضوء على تفاوت المعايير الأمنية بين الحلفاء الغربيين، ويثير تساؤلات حول قدرة أوروبا على حماية أسرارها العسكرية في بيئة دولية معقدة.
وبينما تتابع أوروبا والولايات المتحدة هذا التطور عن كثب، تبقى الأنظار موجهة نحو مدى قدرة الهند على الحفاظ على سرية التكنولوجيا الأوروبية، ومدى استعداد الغرب لتحمل تبعات هذا التعاون التقني المعقد وتداعياته.


































