اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء الموافق 15 أبيب حسب التقويم القبطي، ذكرى استشهاد القديسين كيرياكوس ويوليطة أمه.
وقال كتاب “السنكسار الكنسي”، الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 21 للشهداء ( 305م ) استشهد القديسان كيرياكوس ويوليطة أمه.
وأضاف السنكسار: “ومعنى كيرياكوس “الرباني”، ويعتبر أصغر شهيد اعترف بالسيد المسيح بعد أطفال بيت لحم”.
وتابع: “وُلِدَ القديس كيرياكوس بمدينة أيقونية بآسيا الصغرى سنة 302م من أبوين مسيحيين غنيين من أشراف المدينة. توفي والده تاركاً الطفل كيرياكوس الذي كان جميل الصورة جداً، واهتمت أمه القديسة يوليطة بتربيته، وأول كلمة علمته أن ينطقها هي كلمة ”أنا مسيحي'، كما اهتمت بتربيته على مبادئ الإيمان المسيحي'.
وواصل السنكسار: “وعندما أنكر دقلديانوس الإيمان وأمر باضطهاد المسيحيين في كل مكان، خافت القديسة يوليطة أن ينالها أذى وتترك الطفل الصغير إلى مصير مجهول، فتركت المدينة ومعها الطفل كيرياكوس، الذي لم يكن يبلغ من العمر سوى ثلاث سنوات، واثنتين من جواريها وذهبت إلى سلوكية. ولكنها قابلت ذات الوضع هناك فقررت الذهاب إلى طرسوس”.
واستطرد: “وعلى أثر وصولها إلى طرسوس عرف الوالي إسكندروس أنها مسيحية فقبض عليها وهي تحمل طفلها على ذراعيها، فلما رأت الجاريتان ما حدث للقديسة هربتا مختبئتين عن أعين الحراس ولكنهما كانتا تتبعانها من بعيد”.
وأوضح السنكسار: “ولما وقفت القديسة يوليطة وطفلها كيرياكوس على ذراعها أمام الوالي سألها عن اسمها ووطنها وديانتها، فأجابت بكل شجاعة ”أنا مسيحية' دون أن تظهر ذاتها أو اسمها أو وطنها لاحتسابها أن قولها 'أنا مسيحية' كان محتوياً على جميع الصفات الإيمانية بالرب يسوع المسيح وأن هذا هو فخرها ومجدها'.
غضب الوالي جداً وقال لها: “ألا تعلمين أن الملك قد أخرج كل آلات التعذيب والموت للمسيحيين، وإني أشفق عليك وعلى الطفل الصغير ويبدو عليكِ أنك من أشراف القوم”، فقالت له القديسة يوليطة: 'نعم ألا تعلم أيضاً أن المسيحيين مستعدون للعذاب والموت وأن تعذيبكم يزيدنا إيماناً وشجاعة'.
وقال السنكسار: “فغضب الوالي جداً وأمر بخطف طفلها من بين ذراعيها، ولكن الطفل كيرياكوس كعادة الأطفال تشبث بأمه فتقدم الجلاد وانتزعه منها بكل قسوة وظل يبكى بشدة ويندفع نحو أمه بكل جسمه وهو لا يحول نظره عنها، بعد ذلك أمر الوالي بجلدها بأعصاب البقر بلا شفقة حتى سال دمها والطفل لا يحول نظره عن أمه ويبكى ويصرخ بشدة”.
وأضاف: “حاول الوالي أن يلاطفها ويثير فيها عاطفة الأمومة وترجع عن رأيها وتسجد للأصنام فتنجو لتربي طفلها، فرفضت بشدة وقالت له: ”إن قولك هذا لا يقبله طفل ذو ثلاث سنوات'، فقال لها: “نسأل الطفل هذا”، فأنطق الله الطفل كيرياكوس وصاح قائلاً: 'إن معبوداتك حجارة وأخشاب صنع الأيدي وليس إلهاً إلا سيدي يسوع المسيح'، فاندهش الحاضرون وافتضح أمر الوالي، ما جعله يزيد من تعذيب القديسة'.
وفيما هم يعذبون القديسة يوليطة أخذ الوالي يلاطف الطفل كيرياكوس ويداعبه بعلامات الحب والعطف، ثم ضمه إلى صدره محاولاً أن يُقَبِلَه غير أن كيرياكوس لم يلتفت إليه وعينه على أمه وبيديه الصغيرتين استطاع أن يبعد فم الوالي الدنس من الدنو من وجهه الطاهر ويضرب الوالي بيديه ورجليه وينشب أظافره في وجهه، وبدلاً من أن يصرخ صراخ الأطفال الطبيعي كان يصرخ بكلمات واضحة مسموعة من الجميع: 'أنا مسيحي.. أنا مسيحي'، فامتلأ الوالي غيظاً وأمسكه من قدميه وطرحه بشدة على الأرض من كرسيه المرتفع فارتطمت رأس الطفل بإحدى الدرجات المقام عليها الكرسي وتهشمت وفاضت روحه ونال إكليل الشهادة، ولم يكن يتعدى الثالثة من عمره.
ولما نظرت أمه القديسة يوليطة أن ابنها نال إكليل الشهادة امتلأت ابتهاجاً وشكرت الرب، وزاد احتمالها للعذاب الشديد. أما الوالي فأمر أن يُمَزَقْ جسمها بمخالب حديدية وسكبوا عليها القار المغلي.
واختتم السنكسار: “قطعوا رأسها بحد السيف فنالت إكليل الشهادة، وكان ذلك في سنة 305م فجاءت الجاريتان وأخذتا الجسدين الطاهرين وخبأتهما في إحدى المغارات بجوار مدينة طرسوس، ولما ملك قسطنطين أخذوا الجسدين الطاهرين وكفنوهما بأطياب فاخرة ودفنوهما بإكرام عظيم”.
وتوجد أجزاء من رفات الشهيدين كيرياكوس ويوليطة أمه بدير السريان العامر ببرية شيهيت، وكذلك بكنيسة السيدة العذراء المعلقة بمصر القديمة.
وتوجد كنيسة تحمل اسم الشهيدين كيرياكوس ويوليطة أمه في مدينة طهطا، ويرجع تاريخها إلى سنة 550م.