اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
اشتعلت الأسواق العالمية اليوم الجمعة في أعقاب تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد منشآت في إيران، ما أدى إلى حالة من الذعر المالي وارتفاع حاد في أسعار السلع الاستراتيجية، وفي مقدمتها النفط والذهب.. وتترقب الأسواق باهتمام بالغ ما إذا كانت هذه التطورات ستقود إلى تصعيد أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
سجلت أسعار النفط أكبر مكاسب يومية لها منذ أكثر من عام، حيث قفز خام برنت بنسبة 9.1% ليصل إلى 75.65 دولارًا للبرميل، بعد أن لامس مستوى 78.50 دولارًا في التداولات المبكرة، وهو أعلى سعر منذ يناير الماضي. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 9.45% ليصل إلى 74.47 دولارًا للبرميل، مع تسجيل ذروة يومية عند 77.62 دولارًا.
المحللون أشاروا إلى أن القفزة الحادة تعكس مخاوف الأسواق من تعطل إمدادات النفط العالمية، خاصة في حال حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 20% من النفط العالمي. وحذرت مؤسسات مالية كبرى مثل 'جي بي مورغان' من أن الأسعار قد تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل إذا تطورت الأزمة بشكل أوسع.
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.15% ليصل إلى 3,374.94 دولارًا للأونصة، فيما لامست العقود الآجلة للمعدن الأصفر مستوى 3,394.60 دولارًا. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل مخاوف المستثمرين من تصاعد المواجهة العسكرية واتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وفي الأسواق الآسيوية، ارتفعت أسعار الذهب في العقود الآجلة الهندية لتتجاوز 100,300 روبية للأونصة، مسجلة مكاسب تقارب 1,800 نقطة في تعاملات الجمعة، وهو ما يعكس حجم التحول المفاجئ في توجهات المستثمرين.
التحول الحاد في المزاج الاستثماري دفع مؤشرات الأسهم العالمية إلى التراجع، حيث خسرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ما بين 1.5 إلى 1.7%. كما ارتفع مؤشر التقلب العالمي VIX بنسبة 12%، ما يعكس تزايد مستويات القلق في الأسواق.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الأزمة الحالية تضيف طبقة جديدة من المخاطر الجيوسياسية إلى الاقتصاد العالمي، الذي لا يزال يعاني من تبعات التباطؤ الصيني والتضخم المرتفع. وقالت مؤسسة 'ING' المالية في تقريرها اليومي إن الأسواق ستبدأ في تسعير 'علاوة جيوسياسية' في أسعار النفط طالما لم تظهر مؤشرات على احتواء الأزمة.
تبقى الأنظار الآن متجهة نحو رد إيران المحتمل، إذ أن أي خطوات انتقامية قد تدفع الأسواق إلى مزيد من الاضطراب. ويعتقد محللون أن استمرار التصعيد خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التقلبات، سواء في أسواق الطاقة أو العملات والأسهم.
في هذا السياق، ينصح المحللون المستثمرين بتوخي الحذر ومراقبة التطورات السياسية عن كثب، حيث تشير جميع المؤشرات إلى أن الأزمة لم تبلغ ذروتها بعد.
شهدت أسواق الصرف العالمية تحركات لافتة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث اندفع المستثمرون نحو عملات الملاذ الآمن هربًا من تقلبات الأسواق. وارتفع الين الياباني بنسبة 1.3% أمام الدولار، ليُتداول عند مستوى 143.2 ينًا، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين. كما صعد الفرنك السويسري بنسبة 1.1% ليصل إلى 0.889 فرنك للدولار، مدفوعًا بتزايد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة.
وتُعزى هذه المكاسب إلى لجوء المستثمرين للأصول الآمنة في أوقات الأزمات الجيوسياسية، وسط قلق واسع من تأثيرات محتملة على استقرار أسواق الطاقة والتجارة العالمية، مما زاد من الضغط على الدولار الأمريكي وعملات الدول النامية
وانخفض الدولار بنسبة 0.8% أمام الين الياباني ليُتداول عند 143.2 ينًا، فيما تراجع أمام الفرنك السويسري إلى 0.889 فرنك، وهو أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين. ويُعزى هذا الأداء إلى توجه المستثمرين نحو العملات ذات السمعة الآمنة في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
في المقابل، تعرضت عملات الدول النامية لضغوط كبيرة، إذ تراجعت الليرة التركية بنسبة 1.4% لتُتداول عند 32.12 ليرة للدولار، بينما انخفض الروبل الروسي بنسبة 1.3% ليصل إلى 93.75 روبل مقابل الدولار. كما هبط البيزو المكسيكي بنسبة 1.6% إلى 18.14 بيزو للدولار، وسجل الراند الجنوب أفريقي تراجعًا بنسبة 1.8% ليستقر عند 18.92 راند للدولار، في ظل موجة بيع قوية شملت معظم عملات الأسواق الناشئة.
ويرى محللون في 'دويتشه بنك' أن هذه التحركات تعكس زيادة في درجة الحساسية تجاه أي تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن استمرار الغموض السياسي قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات الحادة في سوق العملات خلال الأيام المقبلة.